كتب رجب حموده
في صعيد مصر الأصيل، تتوارث الأجيال قيم العطاء والخدمة، وتبرز شخصيات تترك بصمات لا تُمحى في قلوب أهلها ووطنها. الحاج راشد وهمان، المعروف بـ "راشد أبو العيون"، هو سليل عائلة عريقة عرفت بخدمة مجتمعها لوجه الله الكريم، بدءًا من جده العمدة وهمان إسماعيل، مرورًا بالعمدة كمال وهمان والعمدة نبيل وهمان، الذين حملوا أمانة القيادة والنيابة بإخلاص.
الحاج راشد، على الرغم من جذوره الراسخة في هذه العائلة الكريمة، يمثل نموذجًا فريدًا للتواضع ونكران الذات. بعيدًا عن الأضواء والظهور، يكمن جوهره في سعيه الدائم لكسب محبة الناس وخدمتهم ابتغاء مرضاة الله تعالى.
في بداية الألفية، وبين روتين العمل المصرفي اليومي، تجسدت فيه مقولة "الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه". لم تثنه ساعات العمل الطويلة عن الانطلاق لخدمة أهله في مركزه، بل وفي محيط أوسع، متواجدًا في المستشفيات والأقسام المختلفة، مُلبيًا لحاجاتهم ومشاركًا آلامهم.
إلحاح الناس المتزايد لرؤيته في موقع المسؤولية تجلى في انتخابات 2010، بعد رفض سابق في 2005. وبعد أحداث ثورة يناير، استجاب لنداء الواجب وخاض انتخابات مجلس النواب في 2015، ليحقق نجاحًا مدويًا بفضل محبة الناس وثقتهم الغالية. وخلال فترة نيابته، آثر العمل الخالص لوجه الله، متجاوزًا السلبيات ومكرسًا جهده لخدمة مجتمعه.
وفي عام 2020، اتخذ قرارًا بعدم الترشح، لكنه استمر على نهجه الثابت في خدمة الناس والتواجد معهم في أفراحهم وأتراحهم، دون أن يربط ذلك بوجوده في أي منصب رسمي.
واليوم، ومع تجدد دعوات المحبين له لخوض الانتخابات القادمة، يبقى الأمل معقودًا على أن يجعله الله عز وجل نفعًا لأهله ووطنه. نسأل الله تعالى له التوفيق والسداد في كل ما فيه خير وصلاح.
تعليقات
إرسال تعليق