كتب رجب حموده
في قلب محافظة الشرقية، وتحديدًا في ربوع أبو كبير وجزيرة أبو عمرو، تشرق موهبة أدبية فذة، هي الشابة شيماء سامي عبدالرحمن دسوقي الزهيري. وعلى أعتاب ربيعها السابع عشر، تثبت شيماء أنها ليست مجرد طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة الشهيد السيد فتحي جمعان الثانوية بنات، بل هي أيقونة مُلهمة لجيلها، وبصمة واعدة في سماء الأدب والشعر.
تتجلى عبقرية شيماء في قدرتها الاستثنائية على تطويع اللغة، سواء كانت فصحى رصينة أو عامية نابضة بالحياة، لتعبر عن مشاعر عميقة وتلامس قضايا الواقع بأسلوب فريد ومؤثر. كلماتها ليست مجرد حروف مُرصّفة، بل هي نبضات قلب صادقة تصل إلى شغاف الروح.
مسيرة شيماء الأدبية حافلة بالإنجازات التي تشهد على تفوقها وتميزها. فقد حصدت المراكز الأولى في مسابقات الشعر على مختلف الأصعدة، بدءًا من مستوى الإدارة التعليمية والمديرية، وصولًا إلى محافظتها الشرقية ووزارة التربية والتعليم على مستوى الجمهورية. هذه الجوائز ليست مجرد شهادات تقدير، بل هي دليل قاطع على موهبة استثنائية تستحق الاحتفاء.
لم يقتصر التقدير على الصعيد الرسمي فحسب، بل امتد ليشمل تكريمات من جهات محلية وعربية، عرفانًا بموهبتها الأدبية وإسهاماتها الطلابية المتميزة. هذا التقدير يعكس القيمة الحقيقية لما تقدمه شيماء من إبداع وإلهام.
إلى جانب تفوقها الأدبي، تبرز شخصية شيماء القيادية والطموحة. فقد تم تكليفها برئاسة وحدة الدعم النفسي والتحفيز في مبادرة "مفاتيح السعادة لإعداد المواهب الشابة" بمحافظة الشرقية، مما يدل على إيمان المجتمع بقدرتها على التأثير الإيجابي في أقرانها. كما تقلدت العديد من المناصب الأخرى على مستوى المحافظة، مما يؤكد حسها بالمسؤولية ورغبتها في خدمة مجتمعها.
تتعدد آفاق إبداع شيماء لتشمل كتابة الشعر بنوعيه الفصيح والعامي، وتأليف الروايات الاجتماعية والوجدانية التي تحمل في طياتها رسائل مؤثرة. كما تمتلك موهبة الإلقاء الشعري المسرحي، وتشارك بفاعلية في التمثيل والمبادرات الثقافية والشبابية، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات المدرسية والثقافية التي تثري الحياة الطلابية.
تنظر شيماء إلى المستقبل بعين ملؤها الطموح والأمل. تحلم بأن تصبح دكتورة وشاعرة ذات صيت واسع، وأن تُدرّس دواوينها في المدارس والجامعات، مؤمنة بأن الكلمة هي أداة قوية لشفاء النفوس وتغيير العالم نحو الأفضل. كما تطمح إلى تمثيل مصر في المحافل الأدبية الدولية، وأن تصل كتاباتها إلى كل بيت عربي، لتنشر عبير إبداعها في أرجاء الوطن العربي.
إن شيماء سامي ليست مجرد اسم لامع في سماء الإبداع الشبابي، بل هي نموذج يُحتذى به، وقصة نجاح تتجسد أمام أعيننا. هي قيثارة الشرقية التي تعزف ألحان الطموح والإبداع، وتعد بمستقبل أدبي مشرق يثري الساحة الثقافية المصرية والعربية.
تعليقات
إرسال تعليق