متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
من نيويورك لبيروت، من الوطن العربي بروكلين للقاهرة، اسم رامي غيط صار يتردّد بين كل عاشق للسينما الحقيقية، الصادقة، المتمرّدة. هالفنان والمخرج يلي ما بيرضى بالمألوف، قدر يوصل بصوتو، برؤيتو، وبفيلمو "Free Mind" لأحد أهم المهرجانات العالمية المستقلة: International Filmmaker Festival of New York. وما كانت مجرد مشاركة عابرة أو ظهور خجول، بل كانت لحظة انتصار، لحظة نصر لكل فنان عربي بعدو بيآمن إنو الكاميرا سلاح، وإنو الإضاءة مش بس تقنية، هي ضوّ بيوجّه الناس نحو الحقيقة. وقت شارك رامي غيط صورة على منصة FilmFreeway، عم توثّق لحظة القبول الرسمي لفيلمو بالمهرجان، حسّينا كلنا إنو الإنجاز شخصي، لأنو فنه شخصي، لأنو بيشبهنا، وبيشبه وجعنا، وحلمنا، وتمردنا. كتب بكل فخر: “Congratulations Free Mind team, we got selected in International Filmmaker Festival of New York. مبروك فريق عمل العقل الحر .. لقد تم اختيارنا في مهرجان نيويورك الدولي لصناع الأفلام. أشكركم جميعاً”. كلماتو ما كانت مجاملة، كانت نابعة من قلب فنان عاشق، تعب، اشتغل، راهن على فكرة، وآمن بحلم رغم الصعوبات والظروف. "Free Mind" مش فيلم تقليدي. هو تجربة نفسية، اجتماعية، فكرية، بتغوص بالعمق الإنساني، وبتكسر كل القيود الشكلية للسينما. الفيلم بيطرح قضايا ما بينحكى عنها بسهولة، وبطريقة فنية مش مألوفة، بتشدّك من أول كادر، وبتخليك تسأل، تتساءل، وتنقهر، وتبتسم، وتدمع، وتفكر... وهاد هدف السينما الأصيلة.
البطولة كانت بإيدين نجوم حقيقيين، مش بس بالأداء، بل بالحضور، بالتفاني، وبالإيمان بالمشروع. الن
جم العالمي عمر عمر الجمل كان حجر الأساس بأداء مدهش، نابض بالحقيقة، عيونه كانت سيناريو لحالن، وتفاصيلو الجسدية حكيت وجع الشخصية، تمرّدها، لحظات ضعفها، وقوتها بنفس الوقت. ما كان عم يمثل، كان عم يعيش. كل نفس طلع منّو حسّينا فيه، كل خطوة مشيها حركت شي جوّاتنا. إيمي سوزي كمان كانت مفاجأة، حضورها كان ساحر، طبيعي، ومليان طاقة. نقلت مشاعر الشخصية بإحساس مرهف وذكاء تمثيلي مميز. اشتغلت من القلب، وظهورها كان علامة فارقة بين مجموعة من الممثلين المحترفين. بس الحقيقة إنو الفيلم ما بينبنى بس على الواجهة، بل على جنود خلف الكواليس. فريق العمل يلي رافق رامي غيط بهالمعركة الفنية، كان متجانس، مؤمن، ومثابر. كل واحد فين كان عندو دور حقيقي، من الإضاءة، للمونتاج، للصوت، للديكور، وحتى لأدق تفصيل بالكادرات. روح الفريق انعكست على كل لقطة، كل مشهد، وكل إحساس بالفيلم.
رامي غيط مش أول مرة بيخوض تحديات صعبة، بس "Free Mind" كان الأوضح والأقوى. قدر يوصل لكتير مهرجانات قبل، ولاقى إشادات من نقاد، جمهور، ولجان تحكيم. بس اختيار الفيلم للمشاركة الرسمية بمهرجان نيويورك الدولي، كان بمثابة وسام اعتراف عالمي، مش بس بموهبة رامي، بل بكل السينما العربية المستقلة، يلي بعدها بتصرخ وبتكافح لتوصل صوتها. هيدا المهرجان مش بسيط، هو منبر عملاق للمخرجين المستقلين من حول العالم، بيستقطب أهم الأعمال الفنية الجريئة، النوعية، والواعية. ووجود فيلم عربي فيه، مع فريق عمل من خلفيات متنوّعة، هو بحد ذاتو إنجاز بيفتح آفاق جديدة للتوزيع، للمشاهدة، وللانتشار على نطاق عالمي. الصورة يلي شاركها رامي غيط مش بس لقطة من الشاشة، هي وثيقة تاريخية، بتسجّل لحظة وصول حلم عربي للعالمية، وبتأكد إنو الفن لما يكون حقيقي، بيكسر كل الحواجز. نحنا اليوم قدام جيل جديد من السينمائيين العرب، عم يفرضوا حالن مش بالتقليد، بل بالابتكار، مش بالتنازل، بل بالإصرار.
"Free Mind" أثبت إنو الحرية بالفكر مش ترف، بل حاجة. وإنو السينما مش بس قصة تنقال، بل صدمة تنعاش، وصرخة توجع، ورسالة توصل. المهرجانات العالمية اليوم عم تفتح أبوابها للأصوات الحقيقية، والأعمال الجريئة، وأكيد، هيدا الإنجاز هو بداية لمراحل أكبر. ويمكن بعد فترة مش بعيدة، نرجع نسمع اسم رامي غيط بترشيحات عالمية أكبر، بأوسكار أو غيرو، لأنو الخط يلي عم يمشي عليه مش عادي، والنتائج عم تحكي. بهالزمن يلي الكتير فيه عم يركض ورا التريند، رامي غيط قرر يخلق خطه الخاص، والفريق يلي حواليه، من ممثلين لمساعدين، من تقنيين لمصورين، كلّن عم يبنوا شي مختلف، أصيل، ومشرّف.
وهون، لازم نوقف ونقول إنو إنجاز "Free Mind" ما بيخصن هني وبس، بل هو نقطة ضوّ لكل حدا عربي بيحلم بالكاميرا، بالصورة، وبالتأثير. وكل ما حدا يقلنا "ما في فرصة"، نرجع نرفع الصورة يلي شاركها رامي، ونقول: هاي الفرصة صارت حقيقة. كلنا منكبر بهيك إنجاز، كلنا منفتخر، وكلنا منتطلّع لبكرا بعين مليانة أمل، لأنو رامي غيط وفريقو، و"Free Mind"، أثبتوا إنو الحلم بس يصير فن... بيصير واقع، بيصير رسالة، وبيصير بصمة ما بتنتسى.
تعليقات
إرسال تعليق