القائمة الرئيسية

الصفحات

من بورسعيد إلى الحقيقة: الدكتور المعتصم بالله مصطفى… لما الصورة بتحكي عطلة والهروب بيطلع شغل



تغطية خاصة من القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بورسعيد. المدينة يلي كل ما تلمس ترابها بتحس كأنك واقف بين الحنين والأمل، بين شي راح وشي عم يخلق، بين صوت المينا وريحة الموج. وبهاليوم تحديدًا، كانت العبّارة رايحة بورفؤاد، حاملة على متنها رجل فكرو مشغول أكتر من البحر نفسه، حدا لما بيقرر يفلّ، ما حدا بيعرف إذا عن جد رايح يرتاح ولا طالع على مهمة جديدة من مهماتو يلي ما بتخلص… نعم، هيدا الدكتور معتصم بالله مصطفى، المدرّس المبدع للاقتصاد السياسي والتشريعات الاقتصادية بكلية الحقوق – جامعة المنصورة، ومدير إدارة الوافدين يلي صار اسمه مرادف للثقة والتعب والضمير الحيّ.


انتشرت الصورة. بورسعيد. عبّارة. صمت. جمال. لحظة بتشبه الهروب، بتوحي إنو أخيرًا، الدكتور اختار لحالو فسحة، هدوء، نفس. بس الحقيقة كانت غير هيك كليًا… لأنو الهروب ما كان هروب، والرحلة ما كانت استراحة، والمشهد يلي اتحسدت عليه الأعين، طلع مجرد خلفية لرحلة شغل جديدة، ومهمة تانية مكبّلة بالتفاصيل والقرارات والمقابلات. إي، اتحسد عالبحر، وطلع رايح على جدول مش طبيعي!


يلي شاف البوست قال: "نيّالكن يا دكاترة، كيف بتعرفوا تهربوا وتتفسّحوا!"، بس يلي بيعرف الدكتور عن قريب بيعرف إنو ولا نهار من نهاراتو فاضي، وإنو حتى الصورة يلي بتلمع من بعيد، فيها تعب من نوع تاني، تعب المسؤول، تعب الإداري، تعب المعلّم الحقيقي يلي بيحمل معه همّ طلابه حتى لو طلع على القمر.


الدكتور معتصم، متل العادة، ما بيتغيّر. حتى إذا البحر قدّامه، فكرُه بيضل ورا الكواليس، خلف الورق، مع الناس، ومع القضايا. وما في مدينة بتشهد على هالشي قد بورسعيد، المدينة يلي كانت شاهدة هالمرة عواحد من أخلص الشخصيات الجامعية يلي مش بس بيدير إدارة، بل بيدير ثقة طلاب، واحتياجات وافدين، وملفات بتشبّه روايات مش معاملات. بيروح ليتابع، ليخطط، ليقابل، ليحلّ، ليبني علاقة جديدة بين جامعتو والعالم، وبين واجبه وضميره.


والعبّارة؟ إي، كانت حلوة. والموج؟ كان ناعم. والجو؟ مغري. بس الحقيقة إنو الرحلة كلّها كانت بداية نهار من الشغل المكسّف. يعني باختصار، كل شي صار غير يلي الناس فكّرتو… والضحكة بتطلع لحالها لما تكتشف إنو الدكتور، حتى وقت بيقرّر "يرتاح"، ما بيعرف يكون غير منتج، مشغول، وفاعل.


وهون، بتفهم قديش هالشخصية استثنائية. لأنو الراحة عنده مش هدف، بل محطة بين مهمتين. والمشهد الرومانسي يلي بتشوفو عالسوشيال، ما هو إلا زاوية صغيرة من تعب يومي كبير، زاوية فاتها التعليق الحقيقي: "اتحسدت على مشوار… وطلع مشوار شغل!"


بس رغم كل التعب، المشوار بيرجع بيقول كتير. بيقول إنو معتصم هو النموذج يلي بعدنا منفتّش عليه بمجتمعاتنا: نموذج الإنسان الحقيقي، يلي ما بيتجمّل، ولا بيتصنّع، ولا بيحاول يخبي الحقيقة. هو بيركض، وبيشتغل، وبيروح، وبيجي، وبيتعب، بس ما بيوقف. مش لأنو ما بدو، بل لأنو في حدا أكبر ناطرو، في قضية، في مسؤولية، في حلم أكبر من البحر، وأكبر من كل "هروب".


من العبّارة لبورسعيد، من الأمل للحقيقة، من الراحة الموهومة للشغل الواقعي، الدكتور معتصم عم يكمّل الطريق بلا استراحة. وإذا في شي فعليًا بيفصل هالشخصية عن غيرها، فهو إنو دايمًا بيربح صداقات، احترام، وتقدير، مش لأنو بيلمع، بل لأنو بيتعب… وبيكفي، إنو حتى الهروب من الهم، عم يتحوّل على إيديه لرحلة خدمة وشرف وتعب.

وهيدا هو الدكتور المعتصم بالله مصطفى… لما الهروب بيطلع شغل كمان.

تعليقات