كتب/ أيمن بحر
وأنت تشاهد المشهد كاملًا بعينيك لا بأذنيك وتقرأ الأخبار من مصادرها لا من شاشات اعتادت أن تقصى الحقيقة وتجمل الزيف تكتشف أن كثيرًا مما كنت تسمعه لم يكن إلا صنعة إعلام يتقن التأثير ويُجيد التضليل إعلام عوّدك على انتقاء الصور وبث الغضب وخلط الأوراق حتى صارت البوصلة تائهة والعقول مسلوبة.
كم من مرة استدرّوا عاطفتك بشعارات البطولة بينما كانوا فى الخفاء ينسّقون ويخططون؟
كم من مرة أداروا الكاميرا ليُريك وجهًا واحدًا من الحقيقة ويُخفوا عنك بقية المشهد؟
ألم تكن تقنع نفسك أن من على تلك الشاشات حريصون على مصلحتك بينما لم يكونوا يرون فيك أكثر من ورقة ضغط ووسيلة لإضعاف من لم يخضع لمشروعهم؟
وها هو الزمن يكشف ما كان يخفى ويفضح ما كان يموه فإذا من كانوا يملؤون الدنيا ضجيجًا عن المقاومة يستضيفون من احتل ويُهادنون من غزا ويمنحون القواعدَ والقرارات لمن كانوا يُسمّونهم بالأمس أعداء الأمة. وإذا من كانوا يُقسمون على توحيد الصف يفتتون الصف بأوهام المذهب والطائفة والحلم الموروث الذى لم يعُد له موطئ فى واقع السياسة.
يا أبناء مصر يا من فطرتم على الفهم لا الانسياق وعلى التمييز لا التلقين آن أوان صحوة العقول. آن أوان أن ننزع الستار عن أعيننا ونرى الأشياء كما هى لا كما تروى لنا من خلف شاشات تبث من عواصم لم تكن يومًا حريصة على استقرار هذه الأرض ولا عزّتها.
مصر لم تتلوّن لم تهادن لم تساوم على كرامتها ولا على قرارها لم تُنفق المليارات لترسم صورة أمام الكاميرات بل بنت سياستها على ثوابت لا تتغير ومواقف لا تهتز لأن قرارها من شعبها ولأنها أكبر من أن تُدار من الخارج أو تُشترى بمقايضة.
من كان يثق فى إعلامٍ لا يرى فيه سوى أداة للتأليب والشتات فليُراجع نفسه فالحقيقة أمامكم لا تحتاج إلى ترجمان فقط تحتاج إلى عقل حر وقلب لم يغلقه الغضب.
تعليقات
إرسال تعليق