القائمة الرئيسية

الصفحات

شهيق الورد
أتأملُ الورودَ بفيضِ اشتياقي.
كأنّ بها سرَّ الفصولِ الرُّقاقِ.
تُزهرُ حينَ البوحِ يُورقُ حُلْمًا  
وتهدي عبيرًا مثلَ شدوِ السّواقِ.
أستنشقُ العطرَ كالمُرتحلِ. 
يروي ظمأ الروحِ في خَطوٍ رفاق .
وأبصرُ فيها شعاعَ الصباحِ .  
يُغنّي لها الحبَّ فوقَ النّطاقِ .
يستهويني منها طيفُ الجمالِ .
يميلُ كموجِ البحرِ وسطَ العناقِ .
كمُزنٍ تساقى من الغيمِ رِيًّا .  
يُباركُ بالألوانِ بَوحَ الأوراقِ.
تزينك قطرات الندى كل صباح
فتغمرك كدمع رقراق
يفيضُ على القلبِ سحرًا وأُنسًا
كأنّهُ رَوضٌ بِحُلمٍ يُشاقِ
أُحَدِّثُها عن ليالي انتظارٍ  
عنَ الطهرِ في عِشقها المرهق
أعاتِبها، إذْ تباغتُ قلبي  
فَيرتَحِلُ الوجدُ نحوَ اشتياقِ
وأُغلقُ بين يديّ المدى
وأنسى على شفتيها احتراقِي
هيَ الوردُ، إن شَاغَني الدّهرُ حُزنًا  
ألمُّ بها الدربَ بعدَ الفِراقِ
فأهمِسُ في طيفِها، يا صَديقةُ 
ألا تُكملينَ لعُمري السّباقِ
ألا تستبينينَ وجدي وحُلْمي 
وتُحسِّنينَ رُؤى العشَّاقِ  
فإنّي أرى فيكِ نورًا عظيمًا
يجودُ على القلبِ، إن شاخَ ساقي
وأحيا بعطركِ سرَّ النّبضِ
وأروي بِهِ حُلْمَ عمري الدّفاقِ
لكِ اللهُ، كم من سكونٍ أَنَرتِ  
وكم من شقاءٍ بلونِكِ راقِ 
وكم من دموعٍ سكبتُكِ فيها
فجُدتِ لعُمري بفيضِ المآقِ 
أنا منكِ في الوصلِ طيفٌ أصيل.
وفيكَ رُوحي وأعماقُ ساقي
فيا وردَتي، كلّ حزنٍ يُفارقُ
ويُسعدني فيكِ هذا التلاقِ
فإني وهبتُكِ عمري فأزهَرْ  
وسِيري بعِطرِكِ فوقَ النّطاق
فالنظر إليك شفاء وعطرك عصارة ترياق
وسامِحيني إن تأخَّرتُ يومً 
فوجدي بِكِ عُمْرٌ بحُلمِ المآقِ
وأرسِلي لي شذاكِ بعُمْ 
ليحيا الفؤادُ بهوى العشاق
فلا تنتهي رحلةُ الوردِ فينا 
بل تزيد من لوعتي واشتياقي
بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات