هنا نابل بقلم المعز غني
في أحد الأدراج المنسية ، حيث تحفظ الروح ما لا تحتمله الذاكرة وجدتُها صورة مشبعة بالحياة كأنها ترفض الذبول أمسكت بها برفقٍ كما يُمسك المرء بشيء مقدّس ، وجلست أمامها كما يجلس تلميذ أمام معلمه الأول لم تكن مجرد صورة ، كانت أجمل صورة تحمل أجمل ذكرى.
لم تكن الكاميرا آنذاك ذكية ، ولم نكن نعرف عن " الفلتر " أو
" التعديل" شيئًا ، لكن الصورة خرجت نقيّة كأنها التُقطت من قلب الحقيقة فيها صدق لم يعد يسكن الصور الحديثة ، وبراءة لا تُلتقط الآن لأننا كبرنا ، وتغيّرنا ، وصرنا نحسب خطواتنا حتى في الإبتسام.
كلما نظرت إلى تلك الصورة ، سمعتُ صوت الضحكة ، ورائحة الغداء المنزلي ، ووقع أقدامنا الصغيرة في فناء البيت.
كانت ذكرى يومٍ بسيط ، لكنه كان يومًا مكتملًا بلا نقصان لم يحدث فيه شيء إستثنائي ، لكنه بقي في الذاكرة لأن كل ما فيه كان حقيقيًا : الحب ، الطمأنينة ، الشعور بالأمان.
أجمل الصور ليست تلك التي نلتقطها في لحظات مثالية أمام عدسات محترفة ، بل تلك التي تُصوِّرنا كما نحن ، بصدق دون قناع ، في لحظة عفوية من حب صامت وحياة هادئة.
تلك الصورة كانت مرآتي ، إلى الذين مضوا ، وإلى قلبي الذي نسي كيف يفرح بتلك البساطة.
الزمن مضى ، والوجوه تغيّرت وبعضها غاب للأبد ، لكن تلك الصورة ما زالت تنبض تحتفظ بي كما كنت ، وتُذكّرني بمن كنت أحب، وبمن أحبّني دون شروط.
إن أجمل صورة ليست التي نحتفظ بها في الهاتف ، بل تلك التي تحتفظ بنا داخلها ، تأبى أن تنسانا حتى عندما ننسى أنفسنا.
لا تتوقّع شيئاً من أحد ، وسترى كلّ من حولك بصورة أجمل
لأنّ أغلب خيبات الأمل تأتي بسبب إرتفاع سقف التوقعات ... ! "
أعطِ : ولكن لا تسمح لنفسك أن تُستغَل ...
أحبْ : ولكن لا تسمح لقلبك أن يتأذى ...
ثقْ : ولكن لا تكن ساذجاً …
العطاء هو قرار يجعل من الإنسان سعيدا ولا يملكه إلا أصحاب القلوب الرحيمة.
فالابتسامة عطاء والعفو عند المقدرة عطاء والتصالح مع ذاتنا عطاء والشكر عطاء ، لذلك علينا أن نعتدل في مشاعرنا ...!
ثم ، كن ممتلئًا في زمن كَثُر فيه الفراغ ، كن عقلانيًا في زمن إستغلال العواطف وكن مختلفاً في زمن التشابه .
@ رفقة الصديق والأخ الفنان التونسي القدير لطفي بوشناق
مع خالص تحيات عبدكم الفقير الى ربه صاحب هذا المنشور ومتابعين صفحتي الشخصية عبر شبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوك.
تعليقات
إرسال تعليق