القائمة الرئيسية

الصفحات

بين الإحراج والجراح 
بين الإحراج والجراح... نقطة تفصل النقاء عن الألم.
في زوايا الأيام التي تتقاطع فيها الأرواح، هناك وجوهٌ تُزهر كالنور، وأخرى تترك في القلب ندوباً لا تمّحي.  
هناك من يحرجك بأخلاقه، يُطوّقك بجميل منطقه، يُنبت فيك الاحترام كما تنبت الزهور بعد المطر. ترى في حديثه صدق النية، وفي تصرفاته نقاء القلب، وكأن روحه تسكب الأمان في وجودك دون عناء.  
وهناك من يجرحك بأخلاقه، بحدة كلماته، بجفاف تعاملاته التي تخدش المسافة بينكم، تحطم تلك الصورة التي كنت تبنيها بحسن ظنك، ليترك وراءه أثراً كالشظايا، يذكّرك أن النقاء لا يسكن جميع القلوب.  
نقطة واحدة... كفيلة بأن تقلب الموازين، أن تبدل الإحراج إلى جراح، والاحترام إلى خيبة، والبداية المشرقة إلى نهاية تغرق في الصمت.  
لكن أصحاب القلوب النقية لا ينكسرون، بل ينهضون من الخذلان بقلب أقوى، يتعلمون أن الأخلاق ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي رُقي يُمارس، وسلوك يُعاش، وصدق يُثبت بالأفعال.  
وفي صباحٍ يعانقه النور، لا بد أن نعطّر لحظاته بذكر الله، وننثر الطمأنينة بالصلاة على رسوله الكريم، ليبقى الصفاء يسكن أرواحنا مهما عصفت بها الأيام.  
 بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات