القائمة الرئيسية

الصفحات

 هنا نابل ....


بقلم المعز غني 


الموت ليس شرًا ... وإنما الفراق هو الذي يُبكينا ويحمل في طياته الحزن والحنين ويعبر عن فلسفة الموت والفراق أعز الناس 


عجيبٌ أمر الناس حين يذكر أحدهم الموت ، فتراهم يتعوّذون ، ويقولون : "بعد الشر" وكأن الموت طعنَةٌ غادرة ، أو لعنة يجب النجاة منها.

لكن الحقيقة التي لا مناص منها ، أن الموت ليس شرًا بل هو بابٌ نعبر منه إلى الحق ، هو اللقاء المنتظر مع من خلقنا وسوّى أرواحنا ، هو نهاية التعب وبداية الراحة.

الموت لا يُخيف إلا من خاف أن يلقى ربّه بصحيفةٍ سوداء ، أما من عاش بقلبٍ طاهر ، ونفسٍ مطمئنّة فلا يخشاه، بل يتشوّق إلى وجهٍ كريم وإلى رحمة لا تنضب.

الفراق هو ما يمزّق القلب ونحن لا نحزن على الميت لأنه مات ، بل نحزن لأننا بقينا بعده ، نحزن لأن الكرسي الذي كان يشغله خاوٍ ، لأن صوته لم يعد يُسمع ، لأن دعواته، وضحكاته ، ونظرته المطمئنة صارت ذكرى.


أمي، وأبي رحمهما الله وطيّب ثراهما.

ما زال الليل يطول حين أتذكركما ، وما زالت دموعي تخونني حين أشتاق إليها ، لكن عزائي الوحيد أنكما بين يديّ من هو أرحم بكم منّي.


يا رب ، كما جمعتنا بهم في هذه الدنيا ، إجمعنا بهم في جنّتك ،

وأجعل قبورهم نورًا ، وأرزقنا الصبر والسلوان على فراقهم ، وأحسن ُ خاتمتنا وألحقنا بالأنبياء والصالحين والشهداء بدون حساب ولا سابق عذاب يارب العالمين. 


فما أقسى أن نعيش بعد الأحبّة ، وما أهون الدنيا حين نفهم حقيقتها.

الموت؟

لا ليس شرًا ، هو الحقيقة التي تهزّنا، لتوقظ قلوبنا من غفلتها ...

لكن وحده الفراق هو الذي يُوجِع الروح.


---

تعليقات