القائمة الرئيسية

الصفحات

في أول أيام ذي الحجة : يا رب أنر قبر أمي كما أنارت حياتي

 ---

هنا نابل بقلم المعز غني 


               



ها قد أقبلت أيامُ الخير ، وها هو شهرُ ذي الحجة قد حلَّ علينا بوقاره ونفحاته المباركة ، يحمل في طياته بركات لا تُعدّ ، وفضائل لا تُحصى ، ويهمس في القلب أن موعد اللقاء بالرحمة قد أقترب ، وأن أبواب السماء فُتحت لاستقبال دعوات المحبين ، وأن الله قريبٌ ممن يناجونه بالدمع واليقين.

في مثل هذا اليوم ، أستقبل العشر الأوائل من ذي الحجة بوجهٍ تَغشاه الرهبة ، وبقلبٍ تسكنه الحسرة ، لأن من كانت تبتهج بهذه الأيام وتدعونا لصيامها وقيامها ، قد غابت عن دنيانا.

 لقد كانت أمي رحمها الله تُحسن إستقبال هذه الأيام كما لا يفعل أحد ، تزرع في بيتنا نور الإيمان ، وتصبغ أيامنا بطمأنينة الذكر وتعلّمنا كيف يكون القرب من الله جمالًا لا يُضاهى.

يا الله ، في أول أيام ذي الحجة ها أنا أفتقدها في كل تفاصيل اليوم … لا صوتها يوقظني للسحور ، ولا دعاؤها يرافقني بعد كل صلاة ، ولا تلك الإبتسامة التي كانت تختصر لي الدنيا وتوسع لي الآخرة لكنها وإن غابت عن عيني ، لم تغب عن روحي فما زالت كلماتها تسكنني ، وما زال دعاؤها محفورًا في ذاكرتي ، وما زال حنانها يدفئ قلبي في الليالي الباردة.


اللهم في هذه الأيام المباركة ، يا واسع الرحمة ، يا من خلقت الرحمة مئة جزء ، وأبقيت عندك تسعة وتسعين.

 اللهم أجعل لقبر أمي نورًا لا ينطفئ ، وسرورًا لا يزول ، وأجعلها من سكان الفردوس الأعلى بغير حساب ، يا أرحم الراحمين.


اللهم كما كانت سببًا في نوري في هذه الدنيا ، أجعل نورك يحيطها في قبرها ، اللهم أجعل كل حسنة فعلتها فينا وفي الناس شجرة طيبة في قبرها ، تؤنسها وتظللها وتبشرها برضوانك.

يا رب ، إن أمي أنارت حياتي بكلمة طيبة ، بابتسامة صادقة ، بحضنٍ أذهب عني الهم فأنر قبرها بضياء لا شمس فيه ولا قمر ، إنما هو من نورك يا كريم وأمنحها في هذه الأيام المباركة رحمةً تغمرها ومغفرةً ترفع منزلتها وراحةً لا يعقبها ألم.

في هذه العشر المباركة ، حيث تُرفع الأعمال وتُستجاب الدعوات ، أجعل يا رب نصيب أمي منها عتقًا من النار ، ورحمةً واسعةً ومقامًا محمودًا عندك. 

اللهم إنها كانت تصوم وتصلي وتدعوك ، فأجعل ثوابها مضاعفًا وجازها عني خير الجزاء.


يا رب ، كل لحظة في ذي الحجة تذكرني بها ، فبارك لي في ذكراها وأرزقني برّها بالدعاء ، كما برّتني بالحياة.

 اللهم لا تحرمني من لقائها في مستقر رحمتك ، وأجعلني من البارين بها في دنياي وبعد مماتي.

اللهم إني أشتقت لأمي شوقًا لا يعلمه إلا أنت ، فأرح قلبي بلقياها في منامي ، وأرح روحها بلقياك في جنتك.

فضلا وليس أمرا 

الرجاء قرأة الفاتحة على روح الوالدة رحمها الله 

اللهم مني الدعاء ومنك الاستجابة: 

دعوة لأمي في أول ليلة من ذو الحجة : " اللهم أنر قبرها بنور الجنة كما كانت نورا لحياتي، ربي أستودعتك قبرا ضم قلبي وأغلى ما فقدت( أمي الحبيبة ) ، اللهم أغفر لها و إرحمها بقدر شوقي لها وإجمعني بها في الفردوس الأعلى من الجنة " . 

اللهم آمين ... آمين ... آمين يا رب العالمين 


---

تعليقات