---
بأي حالٍ يا عيد ...؟
أمي ...
إلى الروح الغالية التي فارقتني يوما وأحزنني رحيلها ....
إلى من مزقت قلبي بفراقها ...
إلى من تركت ثغرة كبيرة في حياتي لا يملؤها سواها ...
اللهم أغفر لأمي حتى لا يبقى من المغفرة شيء وأرحمها حتى لا يبقى من الرحمة شيء .
أمي ...
هي التي سكبت شبابها من أجل أن ينمو شبابي ، وهي التي صرفت قواها لبناء قواي ، وهي التي تعبت لأرتاح وسهرت لأنام وجاعت لأشبع ، أي جميل طوقتني به أمي لن أستطيع أن أرده إليها إلا بالدعاء الخالص فكم أتمنى أن أغسل غبار قدميها بدموعي ...
اللهم أرض عنها ونور قبرها وأجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
أيها العيد ، ما الذي جئتَ تحمله لي هذا العام ؟
جئتَ مزهواً بالزهور ، متوشحًا بالهدايا ، تتراقص في كفّيك البهجة … لكنّ قلبي لا يعرف اليوم سوى الغياب.
هذا عيد الأمهات ( الأحد 25 ماي ) من كل سنة ، وقد رحلت أمي رحلت وتركت وراءها صمتًا لا يُطاق ، وكأن الزمن توقّف عند صوتها الأخير ، عند لمستها الأخيرة ، عند دعائها الذي كان يسبقني قبل كل خطوة.
كيف أحتفل بك يا عيد ، وأمي في عالم الخلود ...؟
كيف أختار هدية ، لمن لم تعد تنتظر شيئًا سوى الرحمة ...؟
كان يكفيني أن أراها تبتسم ، أن ألمح نور عينيها حين تقرأ كلماتي، أن أشعر بحنان صوتها وهو يدعو لي دون أن أطلب.
اليوم ، كل الهدايا باهتة ، وكل الورود ذابلة .
ما معنى الإحتفال؟ ، حين يغيب وجهها الذي كان يملأ البيت دفئًا؟
ما معنى عيد الأمهات؟ حين تغدو أمي ذكرى تمشي معي في الطرقات ، وترافقني في الحلم ، وتزورني في لحظات الإنكسار؟
يا أمي … يا نبع الحنان
لولا الرجاء في الله ، لولا الأمل أن نلتقي يومًا ، لكانت الحياة أضيق من أن تُحتمل لكني أرفع يدي الآن ، لا بهدية ، بل بدعاء :
اللهم أجعل قبر أمي روضة من رياض الجنة ، وأجعلها من السعداء ومن سكان الفردوس الأعلى.
كل عيد وأنت في قلبي ، كل عيد وصورتك تملأ عيوني ، كل عيد وأنا أفتقدك أكثر مما أستطيع وصفه.
بأي حالٍ يا عدت يا عيد ...؟
أتيتَ لتُذكّرني بفرحةٍ سُرقت ، وبحنانٍ لا يُعوّض …
لكني رغم كل شيء ، سأُهديك دعاءً ، وسأكتبه بإسم من كانت أمي ، وما زالت ، وستظل… النور الذي لا ينطفئ مهما حييت.
---
تعليقات
إرسال تعليق