لا تظنوا أنني غافلة عن نظراتكم التي تترصدني، ولا أنني صماء عن الهمسات المتوارية في زوايا حديثكم، فأنا أقرأ ما بين السطور، وأفهم النوايا قبل أن تتجسد في الأفعال. إنكم تظنون أنكم تحسنون إخفاء خبثكم، لكنني أبصر ببصيرتي قبل عيني، وأشعر بما يتوارى خلف المجاملات المصطنعة والابتسامات المسمومة.
لا يزعزعني نقدكم الجارح، ولا تستفزني محاولاتكم للنيل من ثقتي، فأنا أسمى من أن أنحني تحت وطأة كلماتٍ جوفاء، وأرقى من أن أنشغل بصغائر الأمور التي لا تليق بمن يسير نحو النور بثبات. عزة نفسي لا تُباع، وصدقي لا يُزيَّف، فأنا أعيش بنقاءٍ لا يعرف الخداع، ووضوحٍ لا يقبل التلون، فلا أطعَنُ في الظهر، ولا أُجيد ألعاب الرياء التي تتقنونها.
لقد بلغت مرحلةً من السمو تجعلني أرى الخبث ولا أُدنسُ نفسي بالرد عليه، وألمح الحسد ولا أسمح له بأن يُلقي بظلاله على نقاء روحي. أدرك تمامًا ما يكمن خلف ابتساماتكم الباردة، لكنني أبتسم بثقةٍ لا تهتز، وأمضي بخطى ثابتةٍ لا تتعثر بمحاولات التشكيك والتقليل.
قولوا ما شئتم، ظنوا بي ما يحلو لكم، فأنا لا أحتاج لتبرير حقيقتي لمن اعتادوا ارتداء الأقنعة. كلماتكم لا تُحرِّف مساري، ونظراتكم لا تثنيني عن المُضيّ نحو ما هو أسمى. فأنتم مجرد عابرين في فضاءٍ يتسع للحقائق، بينما أنا باقية، لا تزول مع الريح، ولا تندثر مع الزيف.
أنا النور الذي لا يخبو، والحقيقة في زمن الخداع، وأنا السمو الذي لا يُدرَكُهُ الدون.
تعليقات
إرسال تعليق