كتب/ أيمن بحر
لم تكن سيناء يوما طرفا من أطراف مصر بل كانت وستظل قلبها الشرقى أرضاً مقدسة سار عليها الأجداد وأعلنت فيها الحضارة عن نفسها فى مواجهة قوى الفوضى. وفى العصور القديمة امتد طريق حورس الحربي (wꜣt Ḥr) عبر شمال سيناء، كطريق عسكرى محصن تحفه المخازن والآبار والقلاع والحصون المصرية التي لم تكن مجرد مواقع عسكرية بل كانت تجسيدا للـ ماعت النظام الكونى فى مواجهة إسفت قوى الفوضى للتأكيد على سيادة الوطن ضد أى توغل قادم من الشرق. وعلى هذا الدرب قاد ملوك مصر مثل سيتى الأول ورمسيس الثانى حملات عسكرية كبرى خلّدتها لغتنا القديمة فى إعلان صريح:
ỉtw ḥr wꜣt ḏꜣt ḫswt m pḥwt ỉmn
هو يعبر طريق حورس خاضعًا الأراضى الأجنبية بقوة آمون.
أما فى الجنوب فى جبال سرابيط الخادم ووادى المغارة فقد استخرج المصرى القديم الفيروز والنحاس بإشراف العلماء والمنقبين والحفارين المصريين القدماء وتحت إشراف وحماية كهنة حتحور(نبِت مِفكات) سيدة الفيروز، التي مازال بقايا معبدها منحوت فوق قمة جبال سيناء يتوسط الأفق فى قداسة غير مألوفة ليشهد كمعبر كونى على خيرات السماء من باطن الأرض.
ومن سيف المصرى القديم إلى بندقية المقاتل المصرى المعاصر خاض المصريون معاركهم بأنفسهم ليس فقط بالسلاح بل بالروح وبالذاكرة وبحب للأرض لا يستطيع الغزاة إدراكه فى قولاً واحداً هو أن أرض مصر ليست مجرد امتداد جغرافى بل فصل من التاريخ وسجل للهوية يزأر بها التاريخ ويتردد صداه من جدران معابدنا القديمة إلى خنادق أكتوبر ٧٣ لنتذكر جيلاً بعد جيل أن القتال من أجل مصر ليس واجب وطنى بل قدر حتمى
تعليقات
إرسال تعليق