بقلم: محمد علي إبراهيم
هناك جرح لا يُرى، لكنه يئن في صمت. وهناك وجع لا يُقال، لكنه يُشعر في كل نفس. بين ألم القلب وألم الجسد مسافة طويلة من الصراع، لا يُدركها إلا من ذاق الاثنين معًا.
اقرا ايضا ماذا بعد قرارات ترامب الجمركية
ألم الجسد واضح المعالم؛ صداع، كسر، حمى، أو جرح نازف. يزوره الطبيب، توصف له الأدوية، وتُجبر عظامه، وتُشفى جراحه غالبًا مع الوقت. هو وجع ملموس، يُعلن عن نفسه بصوتٍ عالٍ، يطالب بالاهتمام، ويجد له حلولًا.
أما ألم القلب... فذاك حكاية أخرى. وجع يسكن أعماق الروح، لا يُرى في الأشعة، ولا يُفسَّر في التحاليل. هو خيبة، فقد، اشتياق، أو حتى صراع داخلي بين ما نريد وما لا نستطيع. هذا الألم لا يُخبر أحدًا عن نفسه، بل يتسلل خلسةً في الليالي الطويلة، يتحدث بصوتٍ خافت لا يسمعه سواك. يبكيك دون دموع، يُطفئ فيك الرغبة، ويُثقل على صدرك أنفاس الحياة.
الغريب أن ألم القلب قد يُترجم إلى ألم جسد. يضيق صدرك، يثقل رأسك، ترتجف يداك، وتتعطل شهيتك عن الحياة كما تتعطل عن الطعام. الجسد ينهار أمام ثقل الشعور، لأنه مهما بدا قويًا، لا يحتمل وجعًا لا دواء له.
لكن لا تيأس. فكما يُشفى الجسد بالعناية، يُشفى القلب بالوقت، بالكلمة الطيبة، بالكتف الذي يُسندك ولو بكتمان، وبالإيمان أن ما يوجع اليوم، سيُصبح ذكرى غدًا.
في النهاية، لا تُقلل من أي وجع، سواء في الجسد أو في القلب. كلنا نُقاتل بصمت، وكلنا نحتاج لرحمة، فكن رحيمًا بنفسك... وبالآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق