القائمة الرئيسية

الصفحات




استخدم مصطلح " البلطجي" في مصر منذ ما يزيد عن القرنين ، وكان في بداياته مقصودا به ذلك الرجل القوي البنية عديم المبادئ والرجولة والشهامة، والذي كان يفرض سطوته على الراقصات والمومسات ليحميهن من قسوة عملائهن، مقابل مبلغا من المال يفرضه عليهن كإتاوة يدفعنها له صاغرات. وفي الحقيقة لا هن طلبن منه الحماية ولا هو عرضها عليهن ولكنه منطق القوة والتربح من خلالها. ثم تطور الأمر وتطور ذلك السلوك ليصبح مهنة يتكسب منها كل عواطلي فاشل يملك القوة والهيمنة فيفرض سيطرته على الآخرين مقابل تحصيل تلك الاتاوة.


واليوم فقد تطور ذلك المفهوم و ولم يعد الأمر مقصورا على أفراد وإنما تقوم بتلك المهمة دول من العالم الأول تمتلك القوة فتملي على دول أخرى ضعيفة حمايتها نظير مقابل. وبرزت في ذلك المجال بقوة الولايات المتحدة الأمريكية. فتوجهت إلى حيث "اللقمة الطرية" ومنابع البترول، وأوهمت ملوكها ورؤساءها بأن عروشهم تهتز وملكهم زائل إن لم تحمه أمريكا، وصدق الأغبياء فراحوا يتسابقون طالبين الحماية، وراحوا يعرضون أرقاما فلكية من الدولارات نظير حماية عروشهم وبقائهم أطول مدة ممكنة على كرسي الحكم، وراحت أموال البترول في الخليج العربي تُصَبُ صبا في خزائن العم سام ، وتدور دورتها ثم تعود إلى المنطقة في صورة رصاصات وصواريخ توجه إلى صدور العرب. لم يفطن لذلك حكام وملوك العرب ، أو لعلهم فطنوا ولكن الرعب الذي يملأهم أعماهم عن حقيقة الوضع، وأن استثمار جزءا من أموالهم تلك في تسليح جيوشهم كفيل أن يبعث الحماية والطمأنينة في شعوبهم.


واليوم خرج علينا البلطجي الأكبر "ترامب" معلنا أن جميع سفنه التجارية والعسكرية يجب أن تعبر القناة بدون رسوم. ولا شك أن الرجل لما وجدنا "عربا" ظن أننا كالعرب، وأن قانونه الظالم الساري عليهم قابل لأن يسري علينا، غير مدرك أننا ننتسب إلى الفراعنة قبل الانتساب لتلك العروبة البائسة. وهاهو قد ألقى ببالونة اختباره للصحافة كي تتداولها وتعود له بردود الأفعال، ونثق أن قادة هذا البلد لديهم الرد المناسب على تلك النكات السخيفة التي يطلقها من وقت لآخر، وليعلم ترامب وغيره أن " شمشون قد قالها قديما حين هدم المعبد " عليَّ وعلى أعدائي". وإغراق سفينة واحدة في المجرى الملاحي المصري بيد أبناء مصر كفيل بأن يضع العالم كله في موقف لا تحمد عقباه.


ندعو المراهق الكبير ترامب إلى أن يتحسس مواطئ أقدامه فقد كثرت جدا تصريحاته الغبية بينما لم يحقق شيئا مما أتى به إلى البيت الأبيض

بقلم/ محمد عبد القادر

27/4/2025

تعليقات