كنتُ أرى بعض البشر واحةً للصِّدق والنُّبل
فغادروا قلبي، وطعنوني بخنجرٍ من الجهل
خيبةُ الأملِ غيمةٌ سوداءُ تغشى سمائي
وغدرُ الأحبَّةِ سهمٌ أصابَ الروحَ والحُلَل
رأيتُهم يوماً أصدقائي، أنوارَ حياتي
فانطفأ النورُ، وأغلقوا الأبواب دونَ وجل
كسروا جسرَ المودةِ، في لحظةٍ غابَ عنها العقلُ
وصارت قلوبُهم صخرًا، تائهةً بلا أمل
علَّمني الجرحُ أن المواقفَ نورٌ يكشفُ دربي
وأن الثقةَ ليست سوى اختبارٍ، لا ينتهي على عجل
بَينَ رمالِ الصحارى، يقفُ النخلُ شامخًا
لأنَّ الجذورَ تحملُ العزمَ، وتبقى رغمَ العزل
وفي دروبِ الحياةِ أُصبحُ كالصخرِ في قِمّةِ العزِّ
لا أنحني للزمنِ، بل أمضي بعزمٍ لا يختل
خذلانُهم قد يكونُ هبةً من القدرِ الطاهرِ
يُعلّمني أن الحذرَ تاجُ العقلِ الذي لا يُهمل
فالثقةُ ليست إلا طريقاً يمشيه النقاءُ والصدقُ
وما عداهُم زيفٌ يذوبُ حينَ ينكشفُ الحِلل
يا نجمًا في الليلِ، خبتَ عن عينِ السماء
هل كنتَ وهماً أم ضوءَ الأملِ حينَ يحل؟
ما بالُ الشجرِ يذوي حينَ يغدرُه ماءُ الحياة؟
أهي عِبرةٌ؟ أم درسٌ من حِكمةِ القدرِ المُكتمل؟
القلوبُ لا تُخدَعُ بوجهٍ يخفى خلفَ المرايا
بل تنظرُ للأرواحِ، التي تصدُّ الظلَل
ويبقى الشوقُ بينَ شرايينِ الوفاءِ نبضًا خفيًا
كحبلِ النجاةِ، ينقذنا حينَ تضيقُ السبل
بالعزمِ والصبرِ، أرتقي دروبَ العُلا والسمو
فالغدرُ حكمةٌ، والمواقفُ كنزٌ يُضيءُ المثل
تعليقات
إرسال تعليق