بقلم . د / هاني المصري
في زمنٍ تكثر فيه التحديات أمام الشباب العربي، تظهر مؤسسة"شباب قادرون" كنموذج يُحتذى به في كيفية تحويل الطاقات الشابة إلى قوة إنتاجية فاعلة. فهي ليست مجرد مبادرة تنموية، بل مشروع حضاري متكامل يعيد تعريف دور الشباب في المجتمع.
النشأة والتأسيس
انطلقت مؤسسة "شباب قادرون" في عام 2022 برؤية طموحة لتأهيل الشباب المصري وتنمية مهاراتهم بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المستدامة. وقد سُجّلت رسميًا كمؤسسة مجتمع مدني برقم 11492 بوزارة التضامن الاجتماعي، ووضعت لنفسها أهدافًا استراتيجية تركز على التمكين الاقتصادي والاجتماعي ودشنت بداخلها اتحاد شبابي يتبع وزارة الشباب والرياضة.
أهداف المؤسسة
تتعدى أهداف المؤسسة مجرد التدريب والتأهيل، لتشمل بناء شخصية الشاب القائد، وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج، وتحفيز الريادة. وقد ركّزت المؤسسة على:
- تطوير المهارات العملية والمهنية.
- دعم ثقافة ريادة الأعمال.
- إتاحة فرص العمل للشباب في بيئة محفزة.
- خلق شبكة من الشباب المؤثرين في مجتمعاتهم.
رؤية تحليلية: لماذا "شباب قادرون" مهمة الآن؟
إن أهمية "شباب قادرون" لا تكمن فقط في الأنشطة التي تنفذها، بل في التوقيت والنهج:
1 ) زمن التحولات الكبرى : تأتي المبادرة في وقت تتسارع فيه التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مما يستدعي تأهيلاً مختلفًا، يتجاوز التعليم التقليدي إلى تطوير المهارات الناعمة والرقمية.
2 ) الفراغ المؤسسي : في تواجد فجوة متزايدة بين المؤسسات التعليمية والتدريبيةفي الدولة ، بسبب معدل الزيادة السكانية ..تقوم "شباب قادرون" بسد فجوة حيوية في منظومة إعداد الكوادر الشابة.
3 ) نهج التمكين الذاتي : تعتمد المبادرة على منهج "علّمني كيف أصطاد" بدلًا من تقديم الدعم المؤقت، ما يُعد تحولًا جذريًا في فلسفة العمل الأهلي.
الأنشطة والبرامج
المؤسسة نظمت العديد من ورش العمل في مجالات مثل :
- ريادة الأعمال .
- التسويق الرقمي .
- إدارة المشاريع الصغيرة .
- المهارات الحياتية والقيادية .
كما دعمت مبادرات مجتمعية ومشروعات ناشئة قادها شباب تم تأهيلهم عبر برامجها.
التأثير والإنجازات
في أقل من ثلاث سنوات:
- تم تأهيل مئات الشباب في أكثر من محافظة.
- أُطلقت عشرات المشروعات الصغيرة.
- أنشئت شبكة علاقات قوية مع القطاع الخاص لتوفير فرص تشغيل.
التحديات
رغم النجاحات، تواجه المؤسسة تحديات، منها :
- نقص التمويل طويل الأجل.
- الحاجة لتوسيع البرامج جغرافيًا .
- مواجهة الذهنية التقليدية تجاه دور الشباب .
التطلعات المستقبلية
تطمح "شباب قادرون" لتوسيع نطاق عملها إقليميًا، عبر :
- شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص .
- إطلاق حاضنات أعمال محلية .
- نشر ثقافة الابتكار والإبداع في الأوساط الشبابية .
وختاماً
مؤسسة "شباب قادرون" ليست مجرد حلقة في سلسلة العمل الأهلي، بل حجر أساس في بناء جيل قادر على صناعة المستقبل. إنها دعوة حقيقية للانتقال من "مرحلة التأهيل" إلى "مرحلة التأسيس"، حيث يصبح الشاب صانع قرار لا تابعًا، ومبادرًا لا منتظرًا .
تعليقات
إرسال تعليق