كتب : محمد خضر
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضجة كبيرة وجدلا واسعا باقتراحه إخلاء قطاع غزة من سكانه، وتهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني من القطاع إلى مصر والأردن، بدعوى "تطهير" القطاع وإعادة إعماره بعد حرب دامت 15 شهرًا. هذه الخطة في الحقيقة ليست جديدة بل سبق لصهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر الحديث بوضوح عن هذا الأمر، مع رفضه وقتها الاعتراف بحل الدولتين باعتباره الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة للإرهاب على حد قوله.
ورغم يقيننا أن هذه الخطة ستفشل كما فشلت خطط أخرى سابقة كانت تهدف لتحقيق نفس الهدف، وكما فشلت الحرب التي استمرت 15 شهرا في إجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم في قطاع غزة رغم الدمار الهائل، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال أثناء تلك الحرب، رغم هذا اليقين لابد من الانتباه إلى أنه لابد من مواجهة هذه الخطط بكل السبل المتاحة لتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وإفشال كل المخططات الهادفة إلى اقتلاعهم منها.
دوافع الترويج لخطة التهجير
لابد من الإشارة هنا إلى أن أهم هذه الدوافع هو الرغبة في خدمة دولة الاحتلال بتوسيع رقعتها وبسط سيطرتها على مزيد من الأرض؛ وسعيا لكسب ود الصهاينة الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل. ومن جانب آخر: تصفية القضية الفلسطينية، وتصدير المشاكل إلى دول الجوار، ورفع العبء الأمني والاقتصادي عن كاهل الاحتلال. كما جاءت الخطة بما يتماشى مع "صفقة القرن"، التي صُممت أساسا لخدمة المصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق العربية والفلسطينية، كما تزامنت هذه التصريحات حول الخطة مع الترويج لاتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية فيما يسمى: (اتفاقيات أبراهام).
تعليقات
إرسال تعليق