الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أطلَّ الفجرُ يَزْهُو في سَنَاءِ ... بِضَوءٍ قد تَجَلَّى في بَهَاءِ
سألتُ النّفسَ ما بالليلِ حُلوٌ ... أجابتَ: متعةً بالاِرتِخَاءِ
سُكُونٌ هادِئٌ يُوحِي بِشِعرٍ ... كأنّ الشِّعرَ بَعضٌ مِنْ دَوَاءِ
فَما مِنْ عاشِقٍ إلَّا و عانَى ... جَفَاءً مِنْ حبيبٍ في شَقَاءِ
و لَكِنْ دُونَهُ ليسَ اندِفَاعٌ ... جميلٌ, مُمتِعٌ عندَ الرَّجاءِ
شَكَرتُ الرَّبَّ, فالتّوضيحُ جارٍ ... على نُطْقٍ فصيحٍ في صَفَاءِ
بِعِشْقِ الفجرِ بَعضٌ مِنْ أمَانِي ... نَديمُ العشقِ ساعٍ للرَّخَاءِ
شُؤونُ القلبِ يَحكِيهَا حَديثٌ ... و نَجوَى في وِصالٍ و اشْتِهَاءِ
لِمَنْ أحلامُهُ أفْنَتْ حياةً ... لِأجلِ القلبِ في مَسعَى الوَفَاءِ
أقولُ اليومَ إنَّ الموتَ حقٌّ ... بِعُرْفِ العشقِ, مَوتٌ لِلبَقَاءِ
أجلْ فالموتُ يُعطِنَا رَجَاءً ... لِكَي نَبقَى بأحلامِ النَّقَاءِ
نَقَاءٌ يَجعَلُ الإحساسَ حَيًّا ... بِهِ ما يُشتَهَى مِنْ اِبْتِغَاءِ
يَظلُّ الفجَرُ مَحمُولًا بِرُوحٍ ... بِها مِنْ كُلِّ أنواعِ العَزَاءِ
شَرِبْتُ الخَمرَ لا قَصدَ انْتِشَاءٍ ... أضاءَ النَّظمُ نَجمًا في السَّمَاءِ
فَنَادَيْتُ ابْنَتِي: هيَّا هَلُمِّي ... بِقِرطاسٍ, لقد أجزَى عَطَائِي
هِيَ الأفكَارُ لم تَتركْ مجَالًا ... لِما يُفضِي إلى أيِّ انْزِوَاءِ
كَتَبتُ النَّصَّ فورًا, لم أُصَحِّحْ ... فهَامَ النَّصَّ في سُكْنَى فَضَائِي.
تعليقات
إرسال تعليق