الغربةُ ليستْ طائرةً
ولا مطاراً مزدحماً بالعائدين...
بل هيَ مقعدٌ فارغٌ
في صدرِ أمٍ
تنتظرُ وجهَ ابنها كلَّ مساء،
ولا يجيء.
الغربةُ
ليستْ حقائبَ مليئةً بالهدايا،
بل قلبٌ مثقوبٌ بالحنين،
وأغنيةٌ قديمةٌ
تبكينا فجأةً...
في زاويةِ غرفةٍ باردة.
اقرا ايضا علي غرار (بلبن)
اقرا ايضاقصيدة شموخ ثم صمود
نشتري الوقتَ بالدقائقِ على الهاتف،
ونرهنُ الدموعَ في صمتِ المكالمات،
نضحكُ كي لا يسمعوا شهقةَ أرواحنا،
ونقول: "تمام"
ونحنُ نختنق.
في الغربةِ،
نكتبُ أسماءنا فوقَ الماء،
نبحثُ عن ملامحنا في عيونِ الغرباء،
ولا نجدُنا.
في الغربةِ،
تصيرُ الذكرياتُ وطناً،
والصورُ أهلًا،
وصوتُ الآذانِ
كأنّهُ يدعونا للبيتِ... ولا بابَ له.
الغربةُ
أن تُصبحَ غريباً حتى عن قلبكَ،
أن تسيرَ
وفي قدميكَ وطنٌ مكسور،
وفي جيبكَ
رسالةُ أمٍ
مبتلَّةٌ بالحبرِ... والدعاءِ.
محمد علي إبراهيم
تعليقات
إرسال تعليق