القائمة الرئيسية

الصفحات

"تحالف الإرادة الوطنية .... دور الأحزاب والمجتمع المدني في حماية الدولة المصرية من المؤامرات"



بقلم د . هاني المصري


----------------


في زمن تتكالب فيه المخاطر، وتُحاك فيه المؤامرات لإسقاط الدول من الداخل، وقفت مصر صامدةً بشعبها الواعي، وأحزابها الوطنية، ومنظماتها المدنية المخلصة. لم تكن المواجهة مجرد معركة حدود وسلاح، بل كانت حرب وعي وإرادة، تصدّر فيها أبناء الوطن الصفوف، حاملين راية الدفاع عن الهوية والدولة. فكيف نجحت هذه الكيانات في تحصين مصر من رياح التفتيت؟


الأحزاب السياسية ... حائط صد متين


انطلقت الأحزاب المصرية، بمختلف توجهاتها، لتؤكد التزامها الثابت بالحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه. فعبر منصاتها السياسية وبرامجها الوطنية، عملت على تعزيز روح الانتماء، ونشر ثقافة الحوار الوطني، ومواجهة خطاب الفوضى والتيئيس. كما لعبت دورًا حاسمًا في توعية المواطنين بخطورة حروب الجيلين الرابع والخامس، التي تستهدف تفتيت الدولة عبر نشر الشائعات، وبث الفتن الطائفية، وضرب الثقة بين الشعب ومؤسساته.


منظمات المجتمع المدني ... درع الوعي وحاضنة المبادرات


لم تتوقف منظمات المجتمع المدني عند حدود العمل الخيري والتنموي، بل تجاوزته إلى بناء وعي مجتمعي مقاوم لكل محاولات التشويه والتضليل.


عبر الندوات، والدورات التثقيفية، وحملات التوعية، نشطت هذه المنظمات في كشف الأجندات المغرضة، وتحصين المجتمع، خاصة فئة الشباب، ضد الدعايات الهدامة. كما سعت إلى ترسيخ مبادئ الديمقراطية السليمة، وتعزيز قيم التماسك الاجتماعي والمواطنة الفاعلة.


التكامل بين الدولة والمجتمع المدني


إن ما يميز التجربة المصرية في هذا السياق هو حالة التكامل بين أجهزة الدولة من جهة، والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من جهة أخرى. حيث تعمل الأطراف مجتمعة وفق رؤية استراتيجية واحدة تهدف إلى صون الاستقرار، وتفويت الفرصة على دعاة الفوضى.


ختامًا


تؤكد مصر من جديد أن جذورها ضاربة في عمق التاريخ، وأن وعي أبنائها أقوى من أي مؤامرة، وأمضى من أي سلاح. الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني اليوم هم السد المنيع والدرع الحامي، يقفون صفًا واحدًا في معركة الوعي، ويكتبون بجهودهم صفحة مشرقة في سفر الوطنية. مصر التي أسقطت قوى الاستعمار والغزو عبر تاريخها، ستُسقط اليوم أيضًا كل محاولات الانهيار والفوضى، ماضيةً بقوة نحو مجدٍ يصنعه أبناؤها ويضيئه وعيهم الأصيل.

تعليقات