الإخبارية نيوز :
في ظل سياسات إدارة "ترامب" التي تتسم بالولاء المطلق للإحتلال الإسرائيلي، تتعمق أزمات الشرق الأوسط وتتفاقم إنتهاكات القانون الدولي، بدءًا من الهجوم الغاشم على اليمن لتحييده عن دعم غزة، وصولًا إلى منح الضوء الأخضر لـ"نتنياهو" لتنفيذ تهديداته بـ"الجحيم"، وأصبحت واشنطن طرفاً فاعلًا في تأجيج الصراع بدلًا من حله، وهذه الإدارة "إدارة ترامب" التي تتبنىّ مخططات تخدم مصالح الإحتلال الصهيوني على حساب حقوق الشعوب، لم تعد قادرة على لعب دور الوسيط النزيه في أي عملية سلام، لا في غزة ولا في العالم بأسره، وآن الأوان لكشف هذه السياسات الخبيثة والوقوف في وجهها دفاعًا عن العدالة والسلام.
وأن دعم إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" غير المحدود للإحتلال الإسرائيلي، تتحول " واشنطن" من وسيط سلام إلى شريك في إنتهاك القانون الدولي، بدءاً من الهجمات الأمريكية الغير مبرره وتحت مزاعم كاذبة ومضللة على "اليمن" والتي كانت تهدف بشكل صريح لتحييد "اليمن" عن دعم غزة، وصولًا إلى التغاضي عن جرائم "نتنياهو" وتصريحاته العدوانية، وأصبحت أمريكا طرفًا في تأجيج الصراع بدلًا من إطفائه، وهذه السياسات الملتوية لم تعد تخفي أجندتها الخبيثة، مما يجعلها غير مؤهلة لأي دور نزيه في تحقيق السلام، وحان الوقت لفضح هذه الممارسات والوقوف في وجهها دفاعًا عن العدالة وحقوق الشعوب المقهورة.
وفي ظل صمتٍ يُشبه التواطؤ، تستمر إسرائيل في إنتهاك القانون الدولي بجرأةٍ لا تُخفيها الحُجج الواهية، بينما يتباكىّ المجتمع الدولي على "عجزه" كذبةً تكررها ألسنة الدبلوماسيين، وكأنما القوانين وُضعت لِتُنتهَك والأحلام الإنسانية لِتُسحَق، لقد سئمت الشعوب من مسرحيات العجز المُفتعل، ومن دماء الضحايا التي تُلوث ضمير العالم كلما إرتفعت صرخةٌ في غزة أو الضفة، فإلى متى يبقى الظلمُ مُرتهناً بالمصالح، والحقُ رهينَ المناورات؟، لقد حان الوقت ليقف الضمير الإنساني أمام مرآته؛ إما أن يتحرّك بجديةٍ تُذيب زيف السياسة، أو يُعلن إستقالته من إنسانيته، فإن كان الصمت جريمةً، فما قيمةُ منصاتِ الأمم المتحدة وهيئاتها إلا كأطلالٍ بلا روح؟، لِيُقدِّم الأمين العام وقادة الهيئات الأممية استقالاتهم إن عجزوا عن إنصاف الإنسان، فالشعوب لم تعد تنتظر وعوداً وأصبحت تحترق غضباً، وقد يفلت زمام أمورها ويطال هذا الغضب كل من خان القضية والإنسان.
وفي لحظةٍ كان يُعتقد أنها تحمل بصيص أملٍ للسلام، عادت الحرب لتطل برأسها من جديد، مُحطمةً أحلام الشعوب التي تاقت إلى الهدوء والإستقرار، والعالم بأسره يرزح اليوم تحت وطأة صدمة عارمة، وهو يشهد إنقلاباً على إتفاقية وقف إطلاق النار التي كانت تُعد خطوةً نحو إنهاء المعاناة، والدماء تسيل من جديد، والأصوات التي نادت بالسلام تُخنق تحت دوي القذائف، إلى متى ستظل الإنسانية رهينة المصالح الضيقة؟، وإلى متى ستُدفن أحلام السلام تحت أنقاض الخيانة والغدر؟، لقد حان الوقت لأن يفيق العالم من غفوته، وأن يدرك أن إستمرار الحرب ليس إلا إعلانًا لموت الإنسانية نفسها.
وبينما ترفع أمريكا لواء العدالة وتفرض عقوباتٍ على دولٍ وكيانات بحجة إنتهاك القانون الدولي، تُمارس هي ذاتها تواطؤًا صارخًا في دعم جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة، وكأن القانون تحوَّل إلى عصا تُلوِّح بها الأقوياء دون رقيب أو حسيب!، من يملك الجرأة لمساءلة من يمسك بناصية النظام العالمي؟، والفجوة الأخلاقية تتعمق أكثر فأكثر، حين تصبح العدالة سلعة إنتقائية تُطبَّق على الضعفاء وتُهمَّش أمام الأقوياء، والدول العظمىّ تتحرك في مأمنٍ من المحاسبة، وكأن القانون وُضِعَ لتحاكم به الشعوب المقهورة فقط، بينما تظل جرائم الكبار تُرتكب تحت سمع العالم وبصره، فهل من ضميرٍ حيٍ ينهض ليقول كفى؟، أم أن العدالة ستظل حبرًا على ورقٍ في عالمٍ يقدِّس القوة ويُهمِّش الحق؟.
وفي خطةٍ مدروسةٍ بعناية، بدأ التخطيط الصهيوأمريكي بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، محاولةً خنق إرادة شعبٍ يعاني تحت وطأة الحصار منذ سنوات، ثم جاء الهجوم الأمريكي البشع على اليمن، ليس لتحييده فحسب، بل لمحاولة تجريده من أي دورٍ داعمٍ للقضية الفلسطينية، وفي ظل هذه المخططات الخبيثة، كانت الضغوط الأمريكية تتزايد على حركة حماس، بينما كان الإحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ بنود الإتفاق، وكأنه يعد العدة لضربةٍ قاسية، وما أن أُعلن عن وقف إطلاق النار، حتى إنقلب الإحتلال على الإتفاقية، وهاجم غزة بعنفٍ مفاجئٍ ومُبرمج، راح ضحيته المئات من الأبرياء، بين قتلى وجرحى، في أقل من 24 ساعة، وهذه ليست مجرد إنتهاكات عشوائية، بل مخططٌ مدروسٌ لإضعاف المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، فإلى متى ستستمر هذه الجرائم تحت سمع العالم وبصره؟.
وأشير: في مقالي هذا إلى أن "ترامب"، الذي حاول بكل ما أوتي من قوة تنفيذ مخططاته الخبيثة لتهجير الفلسطينيين، وجد نفسه أمام جدارٍ من الرفض العربي والصمود الذي لم يتزعزع، وفشلت محاولاته في نزع سلاح حماس، وفشلت خططه للإنقضاض على غزة وتهجير أهلها قسرًا، وحتى محاولاته التحايلية لإطلاق سراح الأسرى، والتي كانت تهدف إلى تفكيك وحدة الصف الفلسطيني، إصطدمت بإصرار المقاومة ووعي الشعب، ولكن "ترامب"بدلًا من أن يعيد النظر في سياساته الفاشلة، إختار أن يشارك الإحتلال الإسرائيلي في تنفيذ تهديداته بـ"الجحيم"، تلك التهديدات التي كان يرددها ليل نهار، واليوم؛ نحن نشهد الفصل الأخير من مسرحية الفشل هذه، حيث يتحول التهديد إلى واقعٍ دمويٍ يدفع ثمنه الأبرياء، وفهل يعي "ترامب" ومن يقف خلفه أن التاريخ لن يرحم من خان الإنسانية، وأن صمود الشعوب أقوىّ من كل مخططاتهم الخبيثة؟.
وختاماً:،لقد كشفت إستئناف الحرب على غزة الوجه الحقيقي للخداع الأمريكي والإسرائيلي المشترك، الذي كان يُحيك مخططًا خبيثًا لإطلاق سراح الأسرى تحت شروطٍ مجحفة، ثم فتح أبواب الجحيم على غزة وتهجير الفلسطينيين قسرًا، وهذه المخططات لم تخفَ على المقاومة الفلسطينية، التي تنبهت مبكرًا لألاعيبهم، كما حذرنا مراراً وتكراراً من أن أمريكا لا تصلح لوساطة سلام، لا في فلسطين ولا في أي مكانٍ في العالم، واليوم تأكد؛ للجميع أن أمريكا ليست فقط شريكاً في جرائم الحرب في غزة، بل هي أيضًا داعمٌ للإرهاب الدولي، وإذا أردنا إستقراراً حقيقيًا للمنطقة، وإذا أردنا الإنتصار للحق والعدالة، فعلينا ألا نُظهر الخوف أو الضعف أمام هيمنة أمريكا وغطرسة إسرائيل، والقوة تكمن في الوحدة، والإصرار، ورفض الخضوع لإرادة الظالمين، فالشعوب التي تقف بصلابةٍ أمام الطغاة هي وحدها القادرة على صنع مستقبلٍ حرٍ وعادل.
تعليقات
إرسال تعليق