القائمة الرئيسية

الصفحات



بقلم : حماده عبد الجليل خشبه 


منذ اللحظة الأولى التي نخطو فيها إلى هذه الحياة، ونحن في صراع مستمر من أجل البقاء. نأكل لنعيش، نجمع المال ظنًا منا أنه مفتاح الخلود، نلهث خلف الدنيا غير مدركين أنها فانية، وأننا في سباق محموم مع الزمن، نهايته معروفة للجميع.


حين نفقد عزيزًا، نقول تلقائيًا: "البقاء لله"، لكن هل توقفنا يومًا عند معناها الحقيقي؟ إنها ليست مجرد تعزية، بل حقيقة مطلقة. البقاء لله وحده، وكل ما في الدنيا إلى زوال، بما في ذلك نحن، مهما طالت أعمارنا أو عظمت إنجازاتنا.


لكن المفارقة أن الإنسان ينسى هذه الحقيقة وسط دوامة الحياة، فيلهث خلف المال، ولو كان من حرام، يطارد النفوذ ولو كان على حساب الآخرين، يغتر بقوته ويظن أنه خالد، حتى تأتي لحظة الحقيقة، فيدرك كم كان واهمًا.


صراع البقاء ليس في التمسك بالدنيا فقط، بل في أن نعيشها بكرامة، أن نسعى برزق حلال، أن نترك أثرًا طيبًا قبل الرحيل. فحين يأتي أجلنا، لن يبقى معنا إلا أعمالنا، ولن يبقى إلا الله... لأنه هو الباقي وحده.

تعليقات