بقلم : حماده عبدالجليل خشبة
الفقر ليس عيبًا، بل هو ابتلاء من الله يختبر به صبر الإنسان وإرادته. المجتمع أحيانًا ينظر إلى الفقير نظرة دونية، وكأنه أقل شأنًا، بينما الحقيقة أن الفقر ليس مقياسًا لقيمة الإنسان. كم من أغنياء فقدوا إنسانيتهم رغم وفرة المال، وكم من فقراء امتلكوا قلوبًا غنية بالمحبة والرضا!
استمعت إلى حلقة مميزة من برنامج الفنان سامح حسين، التي تناولت هذا الموضوع بأسلوب بسيط وهادف، وأعجبتني فكرته في إبراز أن الفقر لا يعني الجوع، والغنى لا يعني الشبع. فهناك أغنياء يملكون المال لكنهم يعانون من قلق دائم، وفقراء قد يملكون القليل ولكن قلوبهم ممتلئة بالراحة والرضا.
الإسلام علّمنا أن القيمة الحقيقية للإنسان ليست في ماله، بل في أخلاقه وسلوكه. قال النبي ﷺ: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس" (متفق عليه). علشان محدش يقول حديث ضعيف أي أن الغنى الحقيقي هو شعور الإنسان بالاكتفاء والرضا، وليس تراكم الأموال.
الفقر قد يكون حافزًا للنجاح، والكثير من العظماء خرجوا من بيئات فقيرة، لكنهم استطاعوا أن يثبتوا أن العيب ليس في الفقر، بل في الاستسلام له. المهم هو الاجتهاد والسعي بصدق، فالله وعد بأن "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"
لذلك، لا ينبغي أن نخجل من الفقر، بل يجب أن نسعى ونعمل، مع يقين بأن الرزق بيد الله، وأن الغنى الحقيقي هو راحة القلب ورضا النفس.
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل
تعليقات
إرسال تعليق