القائمة الرئيسية

الصفحات

المواطن كإعلام بديل .. دور الفرد في نشر الوعي ومكافحة الشائعات



بقلم د / هاني المصري


في عصر الثورة الرقمية وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المواطن العادي قادرًا على لعب دور الإعلامي، حيث لم يعد الإعلام التقليدي المصدر الوحيد للأخبار والمعلومات. بل بات لكل فرد منصة يمكنه من خلالها التأثير ونقل الحقائق والمشاركة في تشكيل الرأي العام. هذا الدور الجديد، الذي يُعرف بـ"الإعلام البديل"، يفرض مسؤوليات كبيرة على المواطن في نشر الوعي، والتصدي للأخبار الكاذبة والمضللة.  

أولًا : ما هو الإعلام البديل؟ 

الإعلام البديل هو ذلك النوع من الإعلام الذي لا يخضع بالضرورة لسيطرة المؤسسات الإعلامية التقليدية مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة، بل يعتمد على الأفراد الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي والمدونات والبث المباشر لنشر المعلومات. يتميز الإعلام البديل بسرعة الوصول إلى الجمهور، وحرية التعبير، وإمكانية الوصول إلى مصادر متنوعة بعيدًا عن تحكم الجهات الإعلامية التقليدية.  

ثانيًا : كيف يساهم المواطن في نشر الوعي؟  

للمواطن دور جوهري في نشر الوعي من خلال عدة وسائل:  

1. نشر المعلومات الموثوقة : يمكن للمواطن أن يكون مصدرًا لنقل المعلومات الصحيحة، من خلال التأكد من مصادر الأخبار قبل مشاركتها، والاعتماد على وسائل إعلام موثوقة.  

2. التثقيف والتوعية : عبر مشاركة المقالات، والدراسات، والمقاطع التوعوية التي تسلط الضوء على قضايا هامة مثل حقوق الإنسان، الصحة، التعليم، وغيرها.  

3. المشاركة في النقاشات البناءة : يمكن للفرد أن يكون جزءًا من حوار مجتمعي هادف، يسهم في تعزيز التفكير النقدي وتشجيع النقاشات المستنيرة حول القضايا المختلفة.  

4. الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة : الإبلاغ عن المنشورات والمصادر التي تنشر الشائعات، وتنبيه الآخرين إلى خطورة تداول المعلومات غير الموثوقة.  

ثالثًا : مواجهة الشائعات والأخبار المضللة  

الشائعات والأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة، وغالبًا ما تكون لها أهداف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. لمواجهتها، يمكن للمواطن اتباع الخطوات التالية:  

1. التأكد من صحة الأخبار قبل نشرها، عبر البحث في مصادر موثوقة أو استخدام مواقع التحقق من الأخبار.  

2. تحليل المحتوى الإعلامي بوعي ، عبر التفكير النقدي وطرح الأسئلة حول مصدر الخبر، وتوقيته، والأشخاص المستفيدين منه.  

3. عدم الانجرار وراء العناوين المثيرة التي قد تكون مضللة، والتحقق من التفاصيل قبل اتخاذ أي موقف أو نشر أي محتوى.  

4. استخدام أساليب التوعية الإلكترونية مثل كتابة مقالات قصيرة، أو تسجيل مقاطع فيديو، أو نشر تصحيحات للأخبار الكاذبة.  

رابعًا : أخلاقيات الإعلام البديل  

لكي يكون المواطن مؤثرًا بشكل إيجابي، عليه الالتزام ببعض المبادئ الأخلاقية في الإعلام البديل، ومنها:  

- المصداقية : عدم نشر أخبار غير مؤكدة أو منحازة.  

- الحياد والموضوعية : محاولة تقديم وجهات نظر متعددة عند تناول القضايا المهمة.  

- احترام خصوصية الآخرين : عدم نشر معلومات شخصية دون إذن.  

- تعزيز الحوار الراقي : تجنب التحريض والكراهية في النقاشات.  

وختاماً  

الإعلام البديل ليس مجرد وسيلة تعبير عن الرأي، بل هو أداة قوية يمكن أن تؤثر في تشكيل الرأي العام ونشر الوعي. عندما يدرك المواطن مسؤوليته في التحقق من الأخبار ومواجهة الشائعات بأسلوب عقلاني ومنهجي، فإنه يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرةً على التمييز بين الحقيقة والتضليل. في ظل هذه التحديات الإعلامية، لا بد من أن يكون كل فرد جزءًا من الحل، لا جزءًا من المشكلة.

تعليقات