أمي أنتي وطني
بقلم:عصام العربي
عيد الأم هو مناسبة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الجميلة والتقدير لكل أم في هذا العالم. فهو ليس مجرد يوم للاحتفال بل هو فرصة للتعبير عن الامتنان والمحبة التي قد لا تكفي كلماتنا أو أفعالنا في باقي الأيام. في هذا اليوم، أستحضر تضحيات الأمهات اللائي لا يترددن في منح كل ما يملكنه من حب وقت وعناية من أجل رفاهية أبنائهن. سواء كانت الأم عاملة أو ربة منزل، فإن دورها لا يقتصر على رعاية الأبناء فقط بل يمتد إلى تشكيل القيم، وصياغة المستقبل.
رسالة إليكي أمي...
صباح الخير يا أمي كيف حالك... أتمنى أن تكوني بخير... أنا بخير... أحياناً... فمن بعد ان فارقتك اصبحت كل الأمور أحياناً. لم يعد هناك شعور متكامل أحمله سوى الحزن والفقد... الأيام تسير ببطء شديد... فقط اتذكر الأشياء التي لمستها يدك يوماً تحدثني بذكرياتها معك.. وأخرج وأعود وانتي في مقعدك تنتظري عودتي حتي تطمئني وكأني طفلك منذ مابعد الخمسون افتح ألبوم صور هاتفي لاري صورك واحدثها وتحدثني.... ياه ه ه كم هي قاسية تلك الأيام.. ولكن صورتك المنحوته علي جسدي...بل في ملابسي أن صورتك وفيها بقايا ابتسامتك.. هي سر بقائي ..
ففي هذا اليوم الحادي والعشرون من شهر مارس عام ٢٥ سطرت هذه الأحرف لأمي فقد لا يشعر بها الا انا.. فقط انا ولكن هيهات..الأمل في الله
قدنسمع الكثير من القصص حولنا عن بر وعقوق الوالدين أتفهم وأتقبّل بر الوالدين لأنها الفطرة السليمة وما يخالفها هو عكس هذه الفطرة ولكن أتعجب من بعض البشر في كيفية تعاملهم مع أمهاتهم ينهرونها ويتفننون في عقوقها وكأنهم لم يسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يسأله «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك». بعضهم يقوم بإيداع أمه في مراكز الرعاية الأسرية للمسنين، بناء على طلب زوجته أو يقوم بمقاطعتها وعدم السؤال عنها بمجرد انه تضايق من تصرفاتها وهناك من يقوم برفع صوته عليها.. صوته الذي كانت بسببه لا تنام الليل بل وبعضهم يرفع يده ليضرب أمه بتلك اليد التي كانت تعلمه كيف يستخدمها.
مآس كثيرة نسمع عنها في مجتمعنا.. تؤلم القلب وتقطع الفؤاد.. الأم هي الوطن وهي الحضن الدافئ التي راعتنا بحنانها وعطفها ورحمتها هي التي تعبت وسهرت وبذلت من أجل راحة أبنائها أليس من الإكرام ومن رد الجميل أن نبرها حينما نكبر؟ حتى تستشعر قيمة الأم اسأل من فقد أمه لقد فقد نور الحياة وضياءها وأُغلق أمامه باب من أبواب الجنة وفقد الروح في الحياة وطعم سعادتها.
قصص عجيبة نسمعها في بر الوالدين وأثرها على حياة هؤلاء الأشخاص فقد قال لي أحد الأصدقاء إنه كلما أخذ والده للعلاج بالخارج فتح الله له بابا من الرزق من حيث لا يعلم والآخر يقول إنه استقطع نسبة من إيراداته لتكون رصيدا لوالدته ففتح الله عليه وبارك له حياته كلها.
لنسارع اليوم إلى بر أمهاتنا وطلب الرضا منهن لنفتح صفحة جديدة ونملؤها بقصص من البر فوالله لا نعلم لعلنا نفقدهن وهن غير راضيات عنا فبعدهن لن نستطيع تعويض ما فات ولن ينفع الندم بل وستتمنى لو يعود الوقت إلى الوراء حتى تعوضهن عما فات أما الآن فما زال في الوقت متسع لتصحيح الطريق.
ابدأ يومك اليوم بالبر والرضا وترك مشاغل الدنيا وملهياتها والبحث عن الجنة تحت أقدام أغلى البشر... البر بأمك، سيجعلك تشعر بالبركة وستجد الرزق وستجد الفتح من الله من حيث لا تحتسب.
اللهم متعنا بأمهاتنا ومتع أمهاتنا بنا وأطل وأعمارهن وأعنا على برهن ارزقهن الصحة والعافية وجازهن في الدنيا بالإحسان إحسانا وفي الآخرة رحمة وغفرانا.
تعليقات
إرسال تعليق