القائمة الرئيسية

الصفحات

من سلسلة ليالي العودة

حلقة اليوم : الصندوق الأزرق

كانت سلمى فتاة تحب الأشياء القديمة تملك شغفا غريبا بكل ما يحمل تاريخا في أحد الأيام وبينما كانت ترتب أغراض جدها الراحل وجدت صندوقا صغيرا لونه أزرق مغبر وضع بعناية في زاوية خزانة قديمة

مدت يدها ومسحت الغبار عنه فتحته بحذر فوجدت داخله أوراقا صفراء وخاتما قديما كان الصندوق يبدو كأنه يحمل سرا دفينا

بدأت تقرأ الأوراق كانت مكتوبة بخط يد جدها لكنها لم تكن رسائل عادية بل كانت أشبه بمذكرات لحوار غامض بينه وبين شخص مجهول كان يقول فيها اليوم سألت نفسي هل الروح تشبه البحر أم الصحراء هل يمكن للنفس أن تضيع في متاهة الدنيا كما تضيع القوافل في الرمال

وفي ورقة أخرى كتب رأيت حلما غريبا كان هناك رجل يرتدي ثيابا بيضاء وقف عند باب المسجد وقال لي يا فلان من يضيء قنديله في رمضان لن يضل طريقه أبدا لكني لم أفهم ماذا يقصد

شعرت سلمى بقشعريرة تسري في جسدها كيف يمكن أن يكتب جدها أشياء كهذه ولماذا احتفظ بها سرا عن الجميع ثم وجدت رسالة أخيرة كتب فيها إن كنت تقرئين هذا الآن فاعلمي أن الصندوق لم يكن لي وحدي كان لمن يبحث عن طريقه أيضا

أغلقت سلمى الصندوق وهي تشعر بشيء غريب كأنها تلقت رسالة خاصة لم تكن تتوقعها وفي تلك الليلة وبينما كانت تفكر في الكلمات الغامضة سمعت الأذان يرتفع في السماء فابتسمت وعرفت أن الطريق كان واضحا منذ البداية

الكاتب : إدريس أبورزق

تعليقات