القائمة الرئيسية

الصفحات

مهارات جديدة يحتاجها الصحفيون للبقاء في المشهد -

 هاله المغاورى فيينا
يشهد الإعلام الرقمي تحولًا غير مسبوق، حيث لم تعد الصحافة تقتصر على نقل الأخبار فحسب، بل أصبحت تعتمد على أدوات وأساليب جديدة لضمان وصول المحتوى وتحقيق التفاعل المطلوب. في عام 2025، أصبح الصحفيون مطالبين بتوظيف التقنيات الحديثة، مثل الصحافة المرئية، والذكاء الاصطناعي، والتفاعل المباشر مع الجمهور، لضمان استمرارية تأثيرهم في عالم يتغير بسرعة.
مع تزايد شعبية المحتوى السريع والمباشر، أصبحت الصحافة المرئية من أكثر الوسائل تأثيرًا في إيصال المعلومات للجمهور. يفضل المستخدمون الفيديوهات القصيرة والإنفوغرافيك، مما يتطلب من الصحفيين إنتاج محتوى يناسب منصات مثل تيك توك، إنستغرام، ويوتيوب شورتس. توفر هذه المنصات إمكانية الوصول السريع للمعلومات، مما يجعل الصحافة أكثر جاذبية وتفاعلية.
يقول خبراء الإعلام الرقمي إن “الصورة تساوي ألف كلمة، ولكن الفيديو يساوي ألف صورة”، وهو ما يفسر نجاح التقارير المصورة في إيصال الرسائل بفعالية أكبر من النصوص التقليدية.
لم يعد الجمهور مجرد متلقٍ للأخبار، بل أصبح جزءًا من العملية الإعلامية، مما جعل الصحافة التفاعلية عنصرًا أساسيًا في الإعلام الرقمي. يمكن للصحفيين الآن استخدام البث المباشر للرد على أسئلة المتابعين أو تغطية الأحداث فور وقوعها، مما يعزز من مستوى الشفافية ويبني جسور الثقة بين الصحفي والجمهور.
إضافة إلى ذلك، يمكن توظيف استطلاعات الرأي والقصص التفاعلية لزيادة مشاركة الجمهور، مما يجعل المحتوى أكثر قربًا من اهتماماتهم واحتياجاتهم.
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة في تطوير الصحافة الرقمية، حيث يُستخدم في تحليل البيانات وإنشاء محتوى مخصص لكل مستخدم، مما يساعد على تقديم أخبار تلائم اهتمامات الجمهور بشكل دقيق.
لم يعد دور الصحفي يقتصر على جمع المعلومات، بل أصبح يتطلب مهارات تحليل البيانات لاستخراج معلومات دقيقة ونشرها بأسلوب جذاب يناسب منصات التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، تستخدم بعض المؤسسات الإعلامية خوارزميات ذكاء اصطناعي لتقديم مقالات مخصصة لكل مستخدم بناءً على تفضيلاته السابقة.
مع انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة، أصبح من الضروري أن يعتمد الصحفيون على أدوات التحقق الرقمي لضمان دقة المعلومات المقدمة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
• استخدام منصات التحقق مثل Snopes وFactCheck لمراجعة الأخبار المشبوهة.
• التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي لوضع إشعارات تحذيرية على الأخبار غير الموثوقة.
• توعية الجمهور حول كيفية التحقق من الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها.
يقول أحد الخبراء الإعلاميين: “في عالم يفيض بالمعلومات، يصبح الصحفي الحقيقي هو من يمتلك القدرة على فرز الحقيقة من الزيف”.
في عام 2025، لم يعد الاعتماد على المؤسسات الإعلامية التقليدية كافيًا، بل أصبح لكل صحفي علامته الشخصية وجمهوره الخاص. لذا، يجب على الصحفيين تطوير أسلوب فريد في عرض المحتوى، مع استخدام استراتيجيات النشر والترويج الفعالة للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين.
يمكن تحقيق ذلك من خلال:
• الانتظام في نشر المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي.
• التفاعل المستمر مع الجمهور لتعزيز الثقة والمصداقية.
• تنويع أساليب النشر بين المقالات، الفيديوهات، والبودكاست لضمان وصول المحتوى لشريحة واسعة من الجمهور.
الإعلام الرقمي في 2025 يتطلب من الصحفيين التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، حيث لم يعد النجاح في المجال الإعلامي يعتمد فقط على نقل الأخبار، بل أصبح مرتبطًا بالقدرة على التفاعل مع الجمهور، استخدام التقنيات الحديثة، وتقديم محتوى جذاب ودقيق. في ظل هذه التغيرات، فإن الصحفي الناجح هو من يستطيع التكيف والتطور باستمرار ليبقى مؤثرًا في عالم الإعلام الرقمي الجديد.

تعليقات