القائمة الرئيسية

الصفحات

صوتك ليس للبيع.. فلا تضيعه في الوهم

بقلم : حماده عبد الجليل خشبه 

إقترب موسم الانتخابات و تبدأ الألاعيب القديمة في الظهور من جديد، وكأنها مسرحية هزلية محفوظة المشاهد. وجوه لا تراها إلا عند الحاجة إلى صوتك، يجوبون الشوارع والميادين، يطرقون الأبواب ويبتسمون كأنهم منقذو الأمة، لكنك تعلم في قرارة نفسك أن ابتساماتهم مؤقتة، وأن وعودهم لا تعيش أكثر من لحظات الحملة الانتخابية.

البعض يأتيك بالبراوچت، يغرقك في وعود وردية عن خدمات ومشروعات وهمية، وكأن بقاء الكون متوقف على فوزه بالمقعد. آخرون لا تعرفهم إلا في العزاءات والأفراح، يظهرون فجأة ليضعوا أيديهم على كتفك ويوهموك أنهم أهل البلد وأصحاب القضية. وهناك من يجيد شراء الأصوات، لا يتحدث عن القضايا ولا يتعب نفسه بالوعود، بل يحسم الأمور بلغة المال، وكأن الصوت الانتخابي سلعة تباع وتشترى.
لكن هل تساءلت يومًا عن دور النائب الحقيقي؟ إنه ليس مجرد وجاهة اجتماعية أو كرسي يُحتفل بالفوز به في مواكب الفرح والطبول. إنه ممثل عنك في البرلمان، مشرع للقوانين، مدافع عن حقوقك، صانع لقرارات تؤثر على حياتك ومستقبل أبنائك. من يجلس على هذا المقعد يجب أن يكون قادرًا على حمل همومك، وليس من اعتاد التلاعب بك في كل دورة انتخابية.

الصوت الذي تبيعه اليوم لن تجني منه سوى الندم غدًا، لأن من يشتري صوتك لا يسعى لخدمتك، بل يرى في المقعد استثمارًا يجب أن يعوضه من مصالحه الشخصية. وأنت، حين تختار بناءً على مصلحة لحظية أو تأثير زائف، فأنت تهدر فرصة إصلاح واقعك بيديك ،

كلامى هذا لا يخص شخصا بعينة أو نائبا بعينة فأنا اكن لهم جميعا كل تقدير واحترام ، و كلامى هذا هو لجموع الشعب المصري و للصالح العام 

لا تجعل أحدًا يقرر نيابة عنك، ولا تسمح لمجاملات المناسبات أو الهدايا الانتخابية أن تغشي بصيرتك. ضع أمامك من هو الأصلح، من يملك القدرة والكفاءة، من تستطيع أن تحاسبه بعد فوزه، لا من يختفي حتى يحين موعد الانتخابات القادمة. صوتك ليس هبة تمنحها لمن يبتسم لك في الشارع، بل هو سلاحك الوحيد لبناء غدٍ أفضل.. فلا تضيعه في الوهم.

اللهم بلغت اللهم فاشهد

تعليقات