في عالم الفن، في وجوه بتمرّ وبتنطفي بسرعة، وفي نجوم بيتلمعوا للحظة وبيختفوا بعدها، بس في فئة نادرة جدًا من الفنانين اللي وجودهم بيشكل علامة فارقة، ومش ممكن يتكرروا بسهولة. بهالفئة النادرة، بيجي اسم النجم الدكتور كريم محجوب، اللي أثبت بموهبته إنه مش مجرد ممثل، بل حالة فنية استثنائية لازم نحافظ عليها قبل ما يصير "ضحية التهميش الفني"، متل كتير من العباقرة اللي ظلمهم الوسط الفني.
"العتاولة" كشف نجم عبقري للعالم!
مسلسل "العتاولة" كان النقطة اللي سلطت الضوء على عبقرية كريم محجوب، وقدرته على تقمّص الشخصيات بطريقة تخليك تنسى إنه مجرد تمثيل. بهالمسلسل، لعب دور يوسف، الشخصية اللي بتجسّد كل شي سيئ ممكن يكون في الإنسان: الطمع، التملّك، حب السيطرة، واستغلال نقاط ضعف الآخرين للوصول لأهدافه القذرة.
يوسف مش مجرد شرير كلاسيكي، مش مجرم متوقع، بل شخصية مريضة نفسيًا، بتوهم حالها إنه الأقوى، بتلعب على مخاوف الناس، وبتمارس نفوذها بطرق خسيسة، مثل الابتزاز بالصور المخلة، تمامًا متل ما حاول يعمل مع أخت العتاولة.
لكن اللي ميّز أداء كريم محجوب عن أي ممثل تاني، هو إنه ما اعتمد على صراخ مفتعل أو تعابير مبالغ فيها، بل قدم شخصية مرعبة بأسلوب هادئ، بنظرات باردة، بصوت يحمل تهديد صامت أخطر بكتير من الصراخ.
"أين كريم محجوب من التكريم اللي بيستحقه؟"
السؤال اللي بيطرح نفسه: ليش بعد ما شوفنا اسم كريم محجوب على لائحة التكريمات الكبيرة؟ ليش بعده مش واخد حقه متل ما لازم؟
الإجابة بتوجع، لأنه ببساطة العالم الفني اليوم صار قائم على العلاقات، الترويج الإعلامي الفارغ، والتركيز على الوجوه اللي بتجيب مشاهدات حتى لو كان تمثيلها ضعيف! النجم الحقيقي اللي بيشتغل بضمير، واللي بيهتم بتقديم فن قوي، غالبًا بينظلم، وبينشوف غيره عم ياخد أماكن ما بيستحقها.
لكن الحقيقة إنه الموهبة الحقيقية ما بتنطفى، والنجم اللي بيترك أثر مستحيل يختفي، حتى لو تأخر التقدير اللي بيستحقه.
"موهبة تستحق العالمية.. هل رح توصل؟"
اليوم، إذا نظرنا للساحة الفنية، منشوف إن في طلب كبير على الممثلين اللي عندهم قدرة تمثيلية عالية، خصوصًا مع انتشار المنصات الرقمية اللي صارت تفتح فرص عالمية لكل فنان بيملك أدواته.
وهون بيطرح السؤال الأهم: هل رح نشوف كريم محجوب ببطولة أعمال عالمية، بأفلام ومسلسلات ضخمة تليق بموهبته؟ ولا رح يبقى محصور بأدوار أقل من إمكانياته؟
بكل صراحة، الموهبة اللي عنده تخوّله يكون نجم عالمي، مش بس نجم عربي. قدرته على الغوص بعمق الشخصية، تقديم الأداء الواقعي، وإيصال مشاعر معقدة بدون أي تكلف، كلها عناصر بتخليه ممثل جاهز لأي دور عالمي.
لكن كل فنان عبقري عنده تحدياته، والتحدي الأكبر قدام كريم محجوب هو إنه ما ينحط ضمن خانة الممثلين اللي بينتظروا الفرصة، بل يخلق فرصته بنفسه، سواء من خلال أدوار جريئة، أو العمل مع مخرجين كبار يعرفوا قيمة موهبته، أو حتى الاتجاه للأعمال العالمية اللي بتطلب نجوم عندهم جودة أدائية عالية.
"إذا ما كُرّم اليوم، رح يندموا بكرا!"
كم مرة شوفنا نجوم حقيقيين ما تم تكريمهم إلا بعد رحيلهم؟ كم مرة الصحافة والإعلام تجاهلوا فنانين عباقرة، وبعد سنوات رجعوا يعترفوا بقيمتهم؟ هذا الشي اللي لازم ما يصير مع كريم محجوب!
هيدا النجم عنده كل المقومات ليكون رمز فني يُدرس للأجيال القادمة، لكن إذا ما تم دعمه بالطريقة الصحيحة، وإذا ما تم تسليط الضوء عليه، رح يخسر الوسط الفني واحد من أعظم الممثلين اللي مروا فيه.
التاريخ الفني مليان بأسماء لمعت بعد ما فات الأوان، وكتير ممثلين عانوا من التهميش قبل ما يحصلوا على حقهم. بس نحنا اليوم قدام فرصة ذهبية.. فرصة لنعطي كريم محجوب مكانته قبل ما نندم بعدين!
"الخلاصة.. حافظوا على الكنوز قبل ما تضيع!"
الفن مش مجرد شهرة، ولا مجرد أدوار تُكتب وتتأدى، الفن الحقيقي هو روح تتقمص الشخصية، إحساس يخترق قلوب المشاهدين، وصوت قادر يوصل رسالة حتى من دون كلام.
وهيدا الشي اللي بيمثله كريم محجوب، النجم اللي لو انظلم اليوم، بكرا رح يترحموا على فنه، ويتمنوا لو أعطوه حقه وهو بعده بيقدر يقدّم المزيد.
السؤال: هل رح يضلّوا يهمّشوا العباقرة، أو رح يفيقوا قبل فوات الأوان؟
تعليقات
إرسال تعليق