الحلقة الخامسة : حين تختفي من حياة شخص دون أن تقصد
لم يكن الغياب قرارًا، لم يكن وداعًا مدروسًا، لم يكن حتى خيارًا. كان مجرد سلسلة من الأحداث الصغيرة التي تراكمت بصمت، حتى وجدت نفسي بعيدًا، دون أن ألحظ متى حدث ذلك بالضبط.
في البداية، كنت أقول لنفسي: سأرد على رسالته لاحقًا، لا شيء مستعجل.
ثم أصبح "لاحقًا" يومًا، واليوم تحول إلى أسبوع، والأسابيع امتدت لشهور، وفجأة... لم يعد هناك شيء لأعود إليه.
لم يكن بيننا خلاف، لم تكن هناك كلمة أخيرة، لم يكن هناك ذلك الفراق الدرامي الذي يحمله الناس كجرح مفتوح. لا شيء. فقط اختفائي البطيء، كظل يتلاشى مع الوقت.
ربما كنت أظن أنني سأعود في لحظة ما، لكنني لم أفعل. وربما كنت أظن أنه سيسأل أكثر، لكنه لم يفعل. ومضت الحياة، كما تمضي دائمًا، دون أن تنتظر أحدًا.
لكن ما لم أكن أعرفه، أن هناك ليالي جلس فيها أمام هاتفه، يتساءل:
"لماذا اختفيت؟ هل كنتُ شيئًا عابرًا؟ هل كنتُ لا أستحق حتى وداعًا؟"
وما لم يكن يعرفه، أنني كنت أفكر في العودة كل يوم، لكن كلما تأخرت، كلما أصبح الرجوع أكثر صعوبة، كأن هناك مسافة وهمية تنمو بيننا، وتبتلع كل الكلمات التي كان يمكن أن تُقال.
وفي يوم ما، قررت أن أرسل رسالة... لكنني وجدت أن اسمه لم يعد في قائمتي. لم أحذفه، لكنه اختفى. كما اختفيت أنا.
وهكذا أدركت الحقيقة القاسية:
تعليقات
إرسال تعليق