زينب كاظم
التنمر
سنتحدث في هذا المقال عن موضوع طالما شغل الناس وتحدثوا فيه خاصة في السنين الاخيرة الا وهو التنمر ،والتنمر :هو شكل من أشكال العنف الذي يمارسه شخص أو مجموعة أشخاص ضد انسان وقد يكون التنمر لفظي أي باستخدام عبارات انتقاص أو تقليل شأن الأنسان الذي يمارس ضده التنمر أو قد يتطور الى الضرب والشتيمة والسرقة وتلفيق التهم أو اطلاق الألقاب الساخرة على الشخص ،ويكون التنمر ضد شكل أو مهنة أو اهل أو عشيرة الشخص المتنمر عليه والتنمر يشمل الصغار أي الاطفال والكبار على حد سواء .
وقد تكون لفظة التنمر حديثة الا أن التصرفات والكلمات والافعال التي تدل على التنمر هي موجودة منذ الازل وكلنا يعرف لفظة الفتوة مثلا الذي يمارسه طفل قوي البدن في المدرسة ضد زملاءه قليلي الحيلة فيجمع مجموعة تلاميذ تحت أمره ويؤذون زملاءهم بالضرب أو سرقة طعامهم او الأساءة الى عوائلهم او أشكالهم او مهن اباؤهم أو غيرها .
وكان مفهموم التنمر سابقا يعني السيطرة أو العنف ضد الاخرين سواء داخل العائلة الواحدة أو داخل المجتمع بصورة عامة والتنمر أحيانا يكون مؤلما جدا خاصة مع انتشار السوشيال ميديا والتطبيقات المختلفة والمتنوعة فبات الناس ينشرون فيديوهات أو صور لهم أو لعوائلهم وقد يكون هؤلاء الناس من المشاهير أو الناس العاديين فنجد أحيانا هجمة شرسة من الناس داخل التعليقات ويكون الهجوم بصور خادشة للحياء أو كلمات نابية أو شتائم أو( أخذ عرض الأنسان وهذا أبشع أنواع التنمر لأنه كل دين ندفعه من جيوبنا الا دين العرض ندفعه من أعراضنا )،أو غيرها من الأمور التي تندرج تحت اسم التنمر وهذا ان دل على شئ فهو يدل على ثقافة المجتمع المحدودة وعدم ارتقاء الناس الى مستوى النقد البناء والنصائح الهادفة مع شديد الأسف .
والتنمر ظاهرة خطيرة أكثر مما يتخيل البعض فهناك من يتنمر بشكل شرس وقاسي ومبالغ به يصل للضرب والقتل أو سرقة الضحية او القاء التهم الكبرى على الشخص المتنمر عليه لأن التنمر يكون أحيانا بدافع الحقد او الغيرة وهذا مرفوض شرعا وقانونا نحن في مجتمع عشائري ويغلب عليه الطابع القبلي وهذا كله يؤدي الى نشوب النزاعات الكبيرة والاقتتال الذي نحن في غنى عنه ،كذلك التنمر يسبب عقد كبيرة خاصة عند الاطفال والمراهقين قد تؤدي الى حالات نفسية مستعصية وربما تصل للانتحار او الانعزال القاتل .
ولكل ما ذكرت من أسباب ان الدين حرم التنمر في ايات عديدة قال تعالى (يأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) سورة الحجرات آية 11 .
اما عن تجاربنا الشخصية فتكاد تكون متشابهة فمن منا لم يتعرض في حياته للتنمر ومن منا لم يعاني اثاره وجروحه
لذلك نصيحتنا في اخر المقال هي ان نربي أولادنا على احترام انسانية كل من نرى والا نقلل من شأن احد فلربما يكون الانسان ضعيفا مثلا لكن قدره عند الله كبيرا (يضع الله سره في اضعف خلقه )
كذلك يجب أن نضع انفسنا مكان الشخص المقابل ونرى كيف يتألم من الكلمة والجرح الذي لا يشفى الذي تحدثه الالفاظ المسيئة وأن نعلم جيدا أن الدنيا دوائر وكما تدين تدان وهناك قانون يسمى قانون الكارما وأن كل ما نقوم به ضد الناس يعود علينا أو على أولادنا يوما ما أضعافا مضاعفة،وأهم نقطة هي يجب أن نوعي أنفسنا وأولادنا أن ليس كل ما يقال عنا هو صحيح لذلك يجب أن نثق بأنفسنا وأن نكون واعين لذلك وأن ندعم ثقتنا بأنفسنا وأن نعمل دوما على ذلك .
ابعدنا الله واياكم عن التنمر بأشكاله وعن المتنمرين والله المستعان .
تعليقات
إرسال تعليق