بقلم د / هاني المصري
تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء بالقوة سيكون سيناريو كارثيًا على عدة مستويات، لكن تنفيذه يواجه عقبات هائلة تجعله صعب التحقيق ، رغم أن هناك مؤشرات على وجود مخططات سرية لتحقيقه .
لماذا قد تسعى أمريكا وإسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟
1. إفراغ غزة من سكانها لإنهاء القضية الفلسطينية عمليًا، وجعلها غير قابلة للحل عبر إقامة دولة فلسطينية.
2. التخلص من المقاومة الفلسطينية بنقل المدنيين إلى سيناء، ثم شن عملية عسكرية كاسحة ضد من يبقى في القطاع.
3. تحقيق الحلم الإسرائيلي بضم غزة بدون سكان، وتحويلها إلى منطقة خاضعة بالكامل للاحتلال.
4. استخدام سيناء كمنطقة عازلة بين إسرائيل والفلسطينيين، وإبقاء مصر تحت الضغط السياسي والاقتصادي.
هل يمكن تنفيذ المخطط بالقوة ؟
1. عقبات عسكرية ولوجستية
- تهجير أكثر من .. 2.3 مليون فلسطيني.. بالقوة يتطلب .. حربًا واسعة النطاق ، ووجود .. ممر آمن.. لنقل هذا العدد الضخم.
- سكان غزة ليسوا لاجئين بلا إرادة، بل لديهم مقاومة شرسة، ومن الصعب إخراجهم دون .. معركة دموية غير مسبوقة .
- الجيش المصري منتشر في سيناء، ولن يسمح بسهولة بتحويلها إلى معسكر لاجئين دائم .
2. الموقف المصري
- مصر ترفض رسميًا أي مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لأن ذلك يعني التورط في تصفية القضية الفلسطينية .
- أي قبول مصري لهذا المخطط سيؤدي إلى غضب شعبي هائل قد يهدد استقرار النظام.
- وجود اللاجئين في سيناء سيُشكل عبئًا أمنيًا واقتصاديًا على مصر، وسيجعلها في مواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية.
3. التداعيات الدولية
- التهجير القسري جريمة حرب وفق القانون الدولي، وقد يؤدي إلى عقوبات دولية وعزلة لإسرائيل إذا ما تخلى المجتمع الدولي عن سياسة الكيل بمكيالين .
- الدول العربية والإسلامية إذا تخلت عن الركوع لواشنطن فإنها لن تقبل بهذا السيناريو، حتى لو لم تتحرك عسكريًا، لكنه سيؤدي إلى تصعيد دبلوماسي واقتصادي كبير.
- أوروبا قد تنقسم بين مؤيد ومعارض، لكن الرأي العام الغربي بدأ يتغير ضد سياسات إسرائيل، مما يجعل تنفيذ المخطط صعبًا.
4. إمكانية الحرب الإقليمية
- تهجير الفلسطينيين بالقوة قد يؤدي إلى تدخل محور المقاومة (إيران، حزب الله، الحشد الشعبي، سوريا) ، مما قد يُشعل حربًا إقليمية واسعة.
- حتى بعض الدول العربية الحليفة للغرب، مثل الأردن ودول الخليج، قد تجد نفسها مضطرة للوقوف ضد المخطط، خوفًا من امتداد الأزمة إلى أراضيها .
السيناريو الأكثر احتمالًا
بدل التهجير العلني بالقوة، قد تحاول إسرائيل وأمريكا .. فرض تهجير تدريجي عبر الضغوط :
- تجويع غزة وقطع الإمدادات. لإجبار السكان على المغادرة طوعًا.
- قصف المناطق السكنية بكثافة . لجعل الحياة في غزة مستحيلة كما حدث جراء عملية طوفان الأقصى .
- استخدام بوابة رفح كمنفذ إنساني مزعوم ، ثم منع عودة من يخرجون منها.
- إغراء بعض الدول العربية باستقبال أعداد محدودة من الفلسطينيين، بحيث يتم تقليل السكان تدريجيًا.
وختاماً
تنفيذ مخطط التهجير القسري بالقوة شبه مستحيل حاليًا بسبب الموقف المصري وقوة الجيش المصري التي تعاظمت في السنوات الاخيرة ، والعقبات الدولية. لكن .. محاولات التهجير غير المباشر.. عبر الحصار والتجويع مستمرة، مما يتطلب .. يقظة فلسطينية وعربية لإفشال المخطط ولكن بكل أسف الدولة الوحيدة التي أعلنت موقفها بكل حزم وقوة منذ البداية كانت ومازالت ( مصر ) التي تقف وحيدة أمام ذلك السيل الجارف من المؤامرات وهي من تدفع ثمن موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية تبدء من حرب التركيع الاقتصادي والعقوبات العسكرية وتضييق الخناق من كل الاتجاهات الاستراتيجية بحيث تتخلى مصر عن موقفها .
ولكن إن الشعب المصري العظيم لا ولم ولن يفرط في حبة رمال من تراب وطنه .. فالتاريخ الانساني ماضيه وحاضره قديمه وحديثه لم يسجل حالة يأس واحدة للمصريين ثبت بها التفريط في الارض ... الأرض للمصريين كالعرض
حفظ الله مصر وشعبها العظيم البطل وجيشها القوي وقائدها النبيل
تعليقات
إرسال تعليق