بقلم : حماده عبد الجليل خشبه
يبدو أن رئيس الولايات المتحدة لا يفوّت فرصة دون إطلاق تصريحات مثيرة للجدل تجاه العديد من الدول، سواء كانت حليفا أو خصمًا.
منذ توليه الحكم ، شنّ هجومًا لفظيًا على عدة دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، منتقدًا سياساتها الاقتصادية والدفاعية وحتى مواقفها في قضايا دولية. لم تسلم الصين وروسيا أيضًا من تصريحاته، حيث وصفهما بخصمين يهددان المصالح الأمريكية، بينما وصل إلى انتقادات اوكرانيا وقال لرئيسها زالينسكي أن أننا نريد المعادن النادرة ، بينما واصل انتقاد سياسات دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك حلفاء تقليديين لأمريكا نفسها .
لم تمر هذه التصريحات مرور الكرام؛ فقد رد الرئيس الفرنسي بحدة، مؤكدًا أن فرنسا "لا تتلقى أوامر من أحد"، بينما وصفت المستشارة الألمانية الانتقادات الأمريكية بأنها "غير مبررة وتضر بالعلاقات المشتركة". وفي بريطانيا، انتقد مسؤولون التصريحات باعتبارها "تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية".
أما في الخليج، فقد جاءت بعض الردود دبلوماسية، حيث دعا أحد أمرائها إلى "التركيز على المصالح المشتركة بدلًا من تبادل التصريحات الحادة". بينما فضلت دول أخرى التزام الصمت لتجنب أي تصعيد وطبعا البعض من القراء يعرفونهم جيدا
أما مصر، فقد كان موقفها واضحًا وحاسمًا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث رفضت بشكل قاطع أي محاولات لفرض تهجير قسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الاردن ، مؤكدة أن هذا الأمر خط أحمر ولن يُسمح به تحت أي ظرف. وقد جاء الرد المصري على التصريحات الأمريكية التي تناولت هذا الملف شديد الوضوح، حيث شددت القيادة المصرية على أن أمن مصر القومي ليس محل نقاش أو مساومة، وأن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وليس عبر تهجير شعبها أو فرض حلول غير عادلة، وجاء رد ملك الاردن أثناء لقائه بالرئيس الأمريكي فى البيت الأبيض بأن مصر لديها خطة وننتظر ماذا تفعل ، اى ننتظر كلمة الكبير .
يبدو أن ردود الفعل تشير إلى أن العديد من الدول لم تعد تتعامل مع هذه التصريحات بجدية كبيرة، لكنها بلا شك تؤثر على الصورة الدبلوماسية لأمريكا، خاصة بين حلفائها التقليديين والمعروفين للجميع ، وفي ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، يبقى السؤال:
هل تستمر هذه السياسة الأمريكية، أم أن الضغوط الدولية ستجبرها على مراجعة حساباتها؟
منتظر تعليقاتكم
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها
تحيا مصر
تعليقات
إرسال تعليق