قصيدة الحب: بحر لا ساحل له- بوابة الاخبارية نيوز

 

بقلم... محمود مصطفي هلال 

في زحام الحياة وسباقها المحموم، يظل الحب ملاذًا آمنًا، شعلة تضيء دروبنا وتدفئ قلوبنا. هو أكثر من مجرد شعور عابر؛ إنه رحلة استكشاف إلى أعماق النفس، بحثًا عن الجمال والمعنى الأسمى للحياة.

هل شعرت يومًا بعمق الحب تجاه شيء ما؟ ربما إنسانًا، فكرة، أو حتى لحظة زمنية نادرة. هذا الشعور هو ما يبعث الحياة فينا، ويمنح أيامنا معنى. الحب الحقيقي لا يتوقف عند المظاهر؛ هو لا يرى اللون أو العرق، بل ينظر إلى الجوهر. كما قال الله تعالى:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).

اقرا ايضا استجابة لطلب النائب اسامة الهوارى انارة طريق دشنا مصر اسوان الزراعى بعد حادث السكر الماساوى

اقرا ايضا " القومية للفنون الشعبية" تتألق باستعراضاتها فى "هل هلالك 9 "

اقرا ايضا "ذوو الهمم يتألقون في ختام برنامج مكتبة القاهرة الكبرى الرمضاني بأمسية ثقافية وفنية"

اقرا ايضا الجامع الأزهر يُناقش مخاطر الإلحاد ويُحذِّر من التطرُّف كأحد أسبابه

وقال الشاعر: "أحبك حبًا لا يسعه الكلام، ولا يقدره الإحصاء". هذا الحب العميق هو ذلك الإحساس الذي يجعلنا نشعر بأننا على قيد الحياة، وأن العالم مكان جميل يستحق العيش فيه.

الحب هو نور يضيء الدروب المظلمة، وهو في الوقت ذاته ظلام يلفنا في لحظات السعادة. هو نار تحرق وتدفئ في الوقت نفسه. الحب كالنهر العذب الذي يروي ظمأ الروح، وكالنور الذي يبدد ظلمات اليأس. إنه ذلك الإحساس الذي يجعلنا نطير عاليًا في سماء الأحلام، وننزل إلى أعماق الأرض بحثًا عن الكنوز الخفية.

لكن كيف نميز الحب الحقيقي عن المشاعر العابرة؟ الحب الحقيقي ليس مجرد إحساس، بل هو التزام وثقة واحترام متبادل. كما قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم: 21). الحب الحقيقي يدفعنا لأن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، وهو القوة التي تجعلنا نشعر بالأمان والانتماء، وتمنحنا القوة لمواجهة تحديات الحياة.

الحب لا يرتبط بالشكل الخارجي أو بالصفات المادية. فهو لا ينظر إلى اللون أو العرق أو الجنس، بل إلى الروح. الحب الحقيقي ينبع من أعماق القلب ويصل إلى أعماق الآخر. الحب الذي يتغذى على التنوع ويولد من الاختلاف هو الحب الذي يدوم.

خُلق الحب من الرحمة، وخُلقت الرحمة من البصيرة. نبض القلب هو البصيرة التي تُرشدنا، وإن ماتت تاهت الروح.

في النهاية، الحب هو جوهر الحياة. إنه القوة الدافعة التي تحرك العالم وتجعل الحياة تستحق العيش. فلتكن حياتنا مليئة بالحب، لننشر المحبة والسلام في كل مكان حولنا.