القائمة الرئيسية

الصفحات

لم يكن الشعب المصري يوماً متفككاً شارداً بل هو من وُصف دوماً أنه في رباط الى يوم الدين



بقلم د / هاني المصري


ساهم الترابط بين جميع فئات الشعب المصري في حفظ الأمن القومي لمصر وحمايتها من مخططات التفكيك من خلال عدة عوامل جوهرية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:


 وحدة النسيج الاجتماعي

   الترابط بين الفئات المختلفة في مصر، من مسلمين ومسيحيين، شباب وكبار، رجال ونساء، رسّخ شعورًا بالوحدة والانتماء. هذا التلاحم جعل من الصعب على أي قوى خارجية أو داخلية استغلال التباينات الثقافية أو الدينية لإثارة الفتن.


 التلاحم في مواجهة التحديات المشتركة

   في أوقات الأزمات مثل الثورات أو الحروب أو الأزمات الاقتصادية، يظهر الترابط الشعبي كقوة دفاعية. مثال ذلك كان في ثورة 30 يونيو 2013، حيث توحد الشعب بكافة أطيافه لإعادة الاستقرار ومواجهة التحديات التي كانت تهدد الكيان الوطني.


 الدعم الشعبي للمؤسسات الوطنية

   ساهمت علاقة الثقة المتبادلة بين الشعب ومؤسساته الوطنية، خاصة الجيش والشرطة، في الحفاظ على الأمن القومي. دعم الشعب للمؤسسات حال دون نجاح محاولات زعزعة الاستقرار من خلال اختراق أو استهداف هذه المؤسسات.


 رفض الخطاب التحريضي

   الشعب المصري أظهر وعيًا كبيرًا في رفض الخطاب التحريضي الذي كان يستهدف إشعال صراعات داخلية. هذا الوعي الشعبي أضعف جهود الأطراف التي كانت تسعى لتفكيك الدولة من الداخل عبر إثارة النعرات الطائفية أو الطبقية.


 الثقافة الوطنية الراسخة

   الثقافة المصرية التي تمتد لآلاف السنين تدعو إلى التسامح والتعاون، مما جعل المجتمع أكثر صلابة في وجه الأفكار الهدامة. التاريخ الطويل من التعايش السلمي بين الفئات المختلفة عزز المناعة ضد الانقسامات.


 التنمية والمشاركة الاجتماعية

   التكاتف بين الشعب والحكومة في دعم مبادرات التنمية والمشاركة الاجتماعية عزز الشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه الوطن. مثلًا، المبادرات مثل "حياة كريمة" أسهمت في رفع مستوى المعيشة وتقوية الترابط الاجتماعي.


 إبراز الهوية الوطنية

   الشعب المصري يعتز بهويته الوطنية، وهي هوية عابرة للانقسامات. هذا الاعتزاز دفع الناس إلى الوقوف ضد كل محاولة لتقسيم البلاد أو طمس معالمها التاريخية والحضارية.


دروس من التاريخ

   الذاكرة التاريخية للشعب المصري، التي تحوي العديد من المحاولات السابقة لزعزعة الأمن والاستقرار، ساعدت المصريين على التعلم من الماضي والبقاء يقظين أمام التحديات.


 ملخص ختامي

الترابط الشعبي كان ولا يزال خط الدفاع الأول لمصر في مواجهة محاولات التفكيك. بفضل هذا الترابط، أصبح من الصعب على أي قوى زعزعة استقرار البلاد أو اختراق مجتمعها، مما ضمن لمصر الحفاظ على أمنها القومي واستقرارها السياسي والاجتماعي.

تعليقات