القائمة الرئيسية

الصفحات

 هنا نابل بقلم المعز غني 

                    
لماذا يتقاتل العرب ويتحارب ويخسر البعض البعض الآخر للوصول إلى المناصب أي إلى (الكراسي) واللهف على دنيا مثل رؤساء الدول ... رؤساء الحكومات... رؤساء مجالس الإدارات في المؤسسات العامة والخاصة ؟ 
أليست هذه الدنيا فانية ؟ 
أم أن هذه المناصب و( الكراسي ) باقية لأبد الآبدين ؟ 
أما خلت تلك المناصب من قبل لتصل إلى من يتقاتل ويتحارب ليخسر ربَما يكون من أقاربه وأصدقائه وأقرب الناس إليه ؟
أو ربَما يكون ذاك الذي يخسره صديق عمره ( أكل الماء وملح ) ؟ .
أنا وقد ولجت إلى العقد السادس أي الستين سنة من عمري وعلى أبواب الإحالة على شرف المهنة ( التقاعد ) ، لم أسع إطلاقاً إلى مثل هذه المنازلات والصراعات التي أخسر فيها نفسي أو أخسر شخصاً واحداً ونأيتُ بنفسي عن هذا المجال بعيداً ...
ولم أسعى في حياتي البتتة الجري وراء المناصب والمسؤوليات 
ورأيت الكثيرين مِن حولي خسروا أقرب الناس إليهم بسبب ذاك المنصب ( الفاني ) أو التمسك بكرسيِّ ( الزائل ) ولا زالوا يخسرون إلى حد اليوم ... ربَما كان جالساً عليه من قبل ولم يقم بعملٍ جيدٍ ولم يستفد من ساندوه وأيَّدوه بشيئٍ من منصبه هذا الذى إعتلاه .
حقيقةً ..
من يتقاتل ويتحارب أو يتمسك بتلك المناصب وبهذه الدنيا الفانية أراه من وجهة نظري قصير الفكر ... فاقدً العقل ... قصير النظر أي قصير الرؤيا فاقدٌ البصيرة ... ويسعى للبروز فقط لكي يقال عنه فلان مسؤول كبير ومشهور 
وأجِب على نفسي : كيف يكون ذو بصيرة وهو من الأساس فاقد الفكر والعقل ... لم يتعلم ممن كانوا قبله ولم يع شيئاً من دروس الدنيا الدائمة حتى الآن ...
ولو كان هذا ( المغوار ) يتقاتل من أجل التباهي والظهور والأنا والمال ، ومِن أجل الجلوس مع الكبار فى مناصب عليا فهو فى محل إحتقارٍ وإزدراءٍ من الآخرين ممن وعوْا وفهموا و أستوعبوا ماهية الحياة الدنيا ، وخَلق لدائرة نفسه الكثيرَ من الأحقادِ والضغينة والكراهية من منافسيه ...
ومما ألاحظه أن الكثير الذين يتقاتلون للوصول إلى المناصب أكلوا وشربوا من هذه المناصب حتى التخمة ولا يريدون تركها للآخرين ولشباب المستقبلِ ممن حولهم ولم يصنعوا شيئا أقول يصنعوا صفوفاً خلفهم ...
أقول لهم : أُتركوا المجال للآخرين دون قتالٍ أو صراعاتٍ لا جدوى منها إلا الخسران المبين ...
أتركوا مناصبكم التي أشهرتكم طوال سنواتكم التي أعتليتموها ...
أتركوا كراسيكم بمحبةٍ وودٍّ ، وأجعلوا الحب قائماً والوئام والوصال حبلاً قوياً متصلاً كشعرةِ معاوية بن أبي سفيان معاوية الذي حينما سُئِل كيف حكمت الشام أربعين سنة رغم القلاقل والأحداث السياسية المضطربة ؟ 
قال : لو أن بيني وبين الناس شعرة ما إنقطعت ...
قيل : وكيف؟ 
قال : لأنهم إن مدوها خلَّيتها وإن خلٌّوا مددتها .
أنني حقيقةً أكتب هذا الموضوع ولا أقصد أشخاصاً بذاتهم ، لكنني فى غاية الأسف ممن بلغوا من العمر عتيَّاً ولا زالوا يخسرون أنفسهم ويخسرون الغير بسبب مناصب فانية ... 
علينا أن نعِ أن الموت يأتٍ بغتةً ...
علينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد والضغينة والبغضاء الكراهية ونجعلها نقيةً طاهرةً من أمراضها لكي نصل إلى الله سبحانه وتعالى .
وكما في حديث إبن مسعود : يقول ﷺ : 
( لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ حبَّة خردلٍ من كبر ) .
صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله. 
وختاماً أقول كما فى آي الذكر الحكيم :
( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .
صدق الله العظيم 
سورة ق الآية 37.
وفَّق الله من سعى فى عمل الخير بحبٍّ خالصٍ للآخرين .
ولا دائم إلا وجه الله وإبتغاء مرضاته 
وكل من عليها فان ويبقى الأثر  الطيب والجميل 
اللهم بإسم أسمائك الحسنى وصفاتك العلى نسألك أن تحسن خاتمتنا وتوفانا مسلمين وألحقنا بالأنبياء والصالحين في جنة الخلد والفردوس الأعلى.

تعليقات