محمود سعيد برغش
غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تقاوم الحياة بين حصار مدمر وواقع إنساني قاسٍ، تعاني من أزمة جوع وموت تتفاقم يومًا بعد يوم. في الوقت الذي يتصارع فيه الكبار على السلطة والثروات، يواجه أطفال غزة الفقر والجوع، ويدفعون ثمن السياسة العالمية والصمت العربي.
الوضع الإنساني في غزة:
يعاني سكان غزة من حصار إسرائيلي مستمر منذ عام 2007، حيث أدى هذا الظلم إلى شلل اقتصادي كامل، إذ يعاني أكثر من 80% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
معدلات الفقر والبطالة وصلت إلى أرقام قياسية، إذ يعيش أكثر من 50% من سكان القطاع تحت خط الفقر. كما يعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية، والمياه النظيفة، وانقطاع الكهرباء، مما يجعل الحياة اليومية في غزة شبه مستحيلة.
الصمت العربي والدعم الغربي لإسرائيل:
تعيش الحكومات العربية في حالة من الصمت المطبق، بل إن بعضها يقيم علاقات تطبيعية مع إسرائيل، متجاهلة الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، مما يجعلها تستمر في سياساتها العدوانية دون أي محاسبة أو مواجهة.
دور المسلمين في نصرة غزة:
قال الله تعالى:
> "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: 2).
وقال النبي محمد ﷺ:
> "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَىٰ مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَىٰ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىٰ" (رواه البخاري ومسلم).
على المسلمين، حكومات وشعوبًا، أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه غزة بالدعم السياسي والاقتصادي، وإيصال صوت الفلسطينيين للعالم، وكسر الحصار بكل الوسائل الممكنة.
أمل في المستقبل:
رغم المآسي، يظل أمل الفلسطينيين صامدًا بفضل صمودهم وقوة إيمانهم. الأطفال الذين يموتون جوعًا اليوم هم أنفسهم الأبطال الذين سيحملون لواء القضية غدًا.
الخاتمة:
لا يمكن أن يستمر الصمت، فقد قال الله تعالى:
> "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد: 11).
علينا أن نتحرك جميعًا، بالكلمة، بالدعاء، وبالفعل، لإنقاذ غزة من براثن الجوع والموت.
تعليقات
إرسال تعليق