بقلم : علي فتحي
في تصريح أثار جدلًا واسعًا منذ شهرين قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن إسرائيل دولة صغيرة ويجب أن تتوسع واليوم يبدو أن هذه الكلمات قد تحققت على أرض الواقع حيث أعلنت إسرائيل وقف العمل باتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974 واتخذت قرارًا بإرسال قواتها للتوغل داخل الأراضي السورية والسيطرة على جبل الشيخ الاستراتيجي ورفعت علمها على قمته بعد توغل بعمق 20 كيلومترًا داخل سوريا يأتي هذا التوسع مع تهديدات إسرائيلية بقصف دمشق خلال الأيام القادمة ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الصراع السوري ، إلى جانب التحركات العسكرية استهدفت إسرائيل البنية التحتية السورية بشكل ممنهج بما في ذلك المطارات العسكرية ومستودعات الأسلحة ومراكز البحوث العلمية كما تم تدمير معامل ومختبرات استراتيجية على أطراف دمشق ما يهدد مستقبل التعليم والبحث العلمي في البلاد هذه الخطوات جاءت متزامنة مع تقارير عن تفكيك الجيش السوري بشكل شبه كامل حيث أصبح غير قادر على الدفاع عن الأراضي السورية ما يفتح المجال أمام تدخلات خارجية أكبر ، وفي سياق متصل تظهر مؤشرات على بدء موجة تقسيم جديدة في سوريا حيث حملت الفصائل الدرزية في السويداء السلاح ورفعت أعلامها المحلية بينما اجتمع قادة المعارضة مع شخصيات سياسية سورية سابقة لمناقشة ترتيبات نقل السلطة وكُلف محمد البشير وهو مهندس وخريج شريعة بتشكيل أول حكومة جديدة رغم افتقاره للخبرة السياسية والإدارية وهو ما يثير مخاوف بشأن مستقبل سوريا في المرحلة المقبلة ، ورغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تصرحان علنًا بأنهما تلاحقان أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام المطلوب إلا أنه يتحرك بحرية داخل المحافظات السورية دون أي عوائق بالإضافة إلى عقد لقاء صحفى عبر قناة CNN الإخبارية هذا التناقض يثير تساؤلات حول الأجندات الحقيقية للدول الكبرى التي يبدو أنها تساهم في تفكيك الدولة السورية بشكل غير مباشر
فالتصعيد في سوريا لم يتوقف عند هذا الحد بل تخطاه ليصل إلى تهديدات من الفصائل الإرهابية بالتوجه لتحرير مكة والمدينة في السعودية وهو ما ينذر بموجة صراعات جديدة قد تمتد آثارها إلى دول المنطقة بأكملها سوريا اليوم تقف على حافة الانهيار الشامل في ظل غياب أي تحرك دولي حقيقي لإنقاذ ما تبقى من الدولة السورية في وقت تزداد فيه التدخلات الأجنبية التي تهدف لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها فقط.
تعليقات
إرسال تعليق