القائمة الرئيسية

الصفحات

مصر سفينة شامخة وسط أمواج متلاطمة

بقلم : علي فتحي 
في خضم المشاهد المروعة التي تعصف بالمنطقة حيث تنتشر ألسنة اللهب في سوريا ويشتد صراع البقاء في غزة وتسيل دموع الأمهات في السودان واليمن تقف مصر شامخة كأنها جبل راسخ وسط بحر متلاطم الأمواج ، مشهد يجعلنا نتساءل ؟
 كيف نجت مصر؟ كيف حافظت على نفسها من السقوط في دوامة انهيار الدول؟
تعود بي الذاكرة إلى تلك الأيام العصيبة حين كانت المنطقة تغلي تحت وطأة ما عُرف بالربيع العربي ، لم يكن ربيعاً بل خريفاً مميتاً اجتاح عواصم عربية واحدة تلو الأخرى فهدم دولاً وأطاح بأحلام شعوب فلم تكن المؤامرات خافية على أحد كانت تهدف إلى تقسيم المنطقة وإضعافها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح القوى الكبرى .
ومصر في قلب تلك المؤامرات كانت هدفاً رئيسياً ، لم يكن المخطط مجرد تغيير سياسي بل سعى إلى اقتلاع جذور الدولة وتحويلها إلى شظايا متناثرة كما حدث في ليبيا والعراق ولكن بفضل الله أولاً ثم بفضل وعي الشعب المصري وقيادته استطاعت مصر أن تتجنب هذا المصير القاتم ، فمن عمق الأزمة ينبعث الأمل الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الذي ظهر في وقت كانت الأمة بأمس الحاجة فيه إلى منقذ جاء بإرادة شعبية جارفة متحدياً العواصف والتحديات لم يكن الطريق سهلاً بل كان مليئاً بالعقبات والمخاطر ، الإرث الثقيل من الفوضى الاقتصادية والسياسية كان كفيلاً بإغراق أي قائد ولكن السيسي لم يكن قائداً عادياً ، ربما يتحدث البعض عن السياسة والاستراتيجيات لكن ما يميز السيسي حقاً هو أخلاقه وصفاته الإنسانية ، رجل لم يسعَ إلى المنصب بل وجد نفسه فيه وهذه هى الحقيقة التى أكدها التاريخ ، لم يكن هدفه المجد الشخصي بل إنقاذ وطن بأكمله ، يكفي أن ننظر إلى المشروعات القومية العملاقة التي أطلقها من شبكات الطرق إلى محطات الطاقة والمدن الجديدة وكان ذلك بمثابة رسالة واضحة مصر ستنهض رغم كل شيء .
لا يمكن فصل ما حدث في مصر عن المخطط الأكبر الذي سعى إلى تقسيم المنطقة فالإرهاب ذلك الوحش الذي يلتهم كل ما أمامه كان أداة رئيسية في تنفيذ هذا المخطط وقد شهدنا في سيناء محاولات مستميتة لتحويلها إلى بؤرة للإرهاب لكن الجيش المصري بفضل من الله تصدى لذلك بقوة وحزم ليعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع سيناء الحبيبة .
ليس هذا فحسب بل كانت مصر دائماً داعماً للقضية الفلسطينية ولم تقبل يوماً بصفقات تصفية الحقوق ، وقفت بجانب أشقائها داعمة ومؤازرة لتثبت أنها ليست مجرد دولة بل قلب الأمة النابض ومع كل ما يحدث يتساءل الكثيرون ما هو الحل كيف نستمر في مواجهة هذه المخططات ؟
الحل يكمن في بناء وعي حقيقي علينا أن ندرك أن ما يحدث ليس مجرد أزمات عابرة بل هو صراع وجودي فيجب أن نتمسك بهويتنا وثقافتنا وأن نوحد صفوفنا في مواجهة كل من يحاول العبث بأمننا واستقرارنا ، ومع ذلك لا يمكن تجاهل دور التنمية لا يمكن لمجتمع أن يصمد أمام المؤامرات إذا كان يعاني من الفقر والجهل ، لذلك يجب أن نستمر في دعم مسيرة التنمية والإصلاح وأن نبني وطناً قوياً يستطيع مواجهة أي تحدى .
ففي خضم الأمواج المتلاطمة من التحديات والصراعات الإقليمية، يقود الرئيس عبد الفتاح السيسي سفينة مصر بكل حنكة وثبات ، وفي وقت عصيب حيث كانت الأزمات تهدد استقرار المنطقة فقد نجح الرئيس السيسي في توجيه دفة البلاد بحكمة وثبات محافظًا على سلامتها وذلك بفضل إرادته القوية ورؤيته الاستراتيجية استطاع أن يعبر بمصر إلى بر الأمان محققًا الاستقرار والنمو في وقت كان فيه الكثير من الدول في المنطقة على حافة الانهيار.
اليوم ونحن ننظر إلى المشهد الإقليمي ندرك حجم النعمة التي أنعم الله بها علينا ، فمصر نجت ليس بفضل قوتها فقط بل بفضل إرادة شعبها وتماسكه وجيشه الأمين وهي رسالة إلى كل مصري وطنك هو أملك ومستقبلك فاحرص عليه وكن جزءاً من مسيرته نحو القمة .
اللهم احفظ مصر وأهلها ووفق قائدها لكل خير وامنحنا دائماً القوة لنكون على قدر المسؤولية .

تعليقات