كتب/ أيمن بحر
فى ظل توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل تسعى الأطراف لتثبيت معادلات جديدة عبر استعراض القوة والضربات المتبادلة.
ناقش هذا الملف الساخن بمشاركة الكاتب الصحفى عماد الدين أديب والمحلل السياسى خير الله خير الله.
الحلقة سلطت الضوء على أبعاد الصراع الإيرانى الإسرائيلى وأهداف الطرفين من التصعيد مع قراءة فى الأدوار الدولية وتأثيرها على المنطقة.بدأ النقاش بالإشارة إلى تصعيد إيران لضرباتها الموجهة ضد إسرائيل حيث تم طرح تساؤلا عن مدى تأثير تلك الضربات فى تغيير معادلات الصراع.
وأكد الكاتب الصحفى عماد الدين أديب أن التصعيد الإيرانى يندرج فى إطار استعراض القوة لكنه يفتقر إلى الفاعلية الحقيقية.
وقال أديب: إيران تتبع أسلوب الرسائل عبر الهجمات لكنها لم تتمكن من تحقيق اختراق استراتيجى. كل هذه التحركات تعكس محاولات للردع النفسى أكثر من كونها تهديدًا فعليًا.
وأشار إلى أن الضربات الإيرانية لم تغيّر الواقع على الأرض مضيفا: إيران تتحدث عن نصر المقاومة لكن الواقع يكشف تدميرًا واسعًا لبنية حماس وخسائر فادحة فى لبنان. التصعيد الحالى هو أقرب إلى صراع دعائى
تطرق المحلل السياسى خير الله خير الله إلى استراتيجية إيران فى توظيف أذرعها الإقليمية لتحقيق نفوذها، مشيرًا إلى أن طهران تستخدم حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن كورقة ضغط لتحقيق مكاسب على الساحة الدولية.
وقال خير الله: الضغوط الدولية على إيران أصبحت واضحة خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان.. إيران تجد نفسها فى موقف دفاعى مع تزايد العزلة الدولية وتراجع دور أذرعها.
وأشار إلى أن تراجع نفوذ إيران يظهر بوضوح فى العراق وسوريا حيث تفقد طهران قدرتها على التأثير بسبب التحركات الأمريكية والعربية
وفيما يتعلق بإسرائيل، أكد أديب أن تل أبيب تعتمد على استراتيجيات عسكرية تقليدية دون أن تضع رؤية سياسية طويلة الأمد.
وقال: إسرائيل تحقق نجاحات عسكرية لكنها تفشل فى تقديم حلول سياسية. ما يحدث فى غزة ولبنان يظهر محدودية تأثير القوة العسكرية وحدها.
وأوضح أن إسرائيل تعانى من غياب خطة لما يُعرف بـ اليوم التالى قائلاً: تدمير البنية التحتية فى غزة لن يُنهى الأزمة والحلول السياسية غائبة تمامًا.
أكد خير الله أن الصراع بين إيران وإسرائيل يُدار بمشاركة غير مباشرة من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وقال: واشنطن تلعب دور الضامن لاستمرار التفوق الإسرائيلى لكنها تسعى أيضا لاحتواء إيران عبر الضغوط الدبلوماسية والعسكرية.. اتفاق لبنان الأخير كان برعاية أميركية واضحة وهو ما أضعف موقف طهران.
وأشار إلى أن هناك رغبة أميركية لتقليص التوترات فى المنطقة تمهيدًا لإعادة التركيز على ملفات دولية أخرى.
وعن مستقبل التصعيد بين إيران وإسرائيل وإمكانية تحوله إلى مواجهة شاملة. رأى خير الله أن التصعيد الحالى سيبقى تحت السيطرة بسبب ضعف القدرات الإيرانية مشيرًا إلى أن: إيران ستواصل اللعب بورقة التصعيد لكنها لن تغامر بمواجهة مباشرة. أي تحركات كبيرة ستُقابل برد دولي صارم.
أما أديب فأكد أن الصراع سيظل مفتوحًا على كل الاحتمالات، قائلاً: إيران وإسرائيل تعتمدان على التصعيد المتبادل لكن دون حلول جذرية.. المنطقة بحاجة إلى مبادرات سياسية حقيقية بدلًا من الحروب المستمرة.
ومع استمرار التصعيد العسكري والخطابات النارية بين إيران وإسرائيل يبدو أن المنطقة دخلت فى حلقة جديدة من الصراع المفتوح. ومع غياب رؤية واضحة لدى الأطراف كافة يبقى السؤال: هل ستظل هذه الضربات مجرد رسائل أم أن التصعيد سيجرّ المنطقة إلى مواجهة أشمل؟.
تعليقات
إرسال تعليق