القائمة الرئيسية

الصفحات

أبرز سمات المجتمع الإسلامي الجديد


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 نوفمبر 2024
إن الحمد لله نحمده جل في علاه، ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، إلهي وخالقي، ماذا فقد من وجدك؟ أم ماذا وجد من فقدك؟ إلهي وخالقي، لا نامت عين ما جعلتك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد ما جعل لحبك فيها نصيبا، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، خير نبي اجتباه، وهدى ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتي روحي فداك وكل ما ملكت يدي. 




وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن وجدها وغرامها بمحمد يا رب صلي على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غد أما بعد فلقد كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي تمت بتوجيه نبوي كريم من أبرز سمات المجتمع الإسلامي الجديد، حيث حملت المؤاخاة تأكيدا على أن رباط العقيدة ونسب الدين أوثق من نسب الدم، ولم تكن هذه المؤاخاة صورة فارغة المضمون، بل ترجمها المسلمون عمليا عندما أظهروا كل محبة وإيثار بعضهم لبعض، فصار مجتمع المسلمين يضم في أكنافه الحبشي والفارسي والرومي والقرشي إخوة متحابين في الله، ولم يغفل النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أنه لا إكراه في الدين، وأن الاختلاف سنة كونية من سنن الله، لذا كانت وثيقة المدينة، التي إعتمدها النبي صلى الله عليه وسلم لتنظيم العلاقة بين المسلمين واليهود. 



وعلاقة المسلمين أنفسهم بعضهم ببعض إعلانا واضحا وصريحا على أن رسالة الإسلام يتسع صدرها للآخرين ولو كانوا على غير دينهم ما داموا مسالمين، فالإسلام دين يقبل بالتعددية ولا يُكره أحدا على الدخول فيه، بل ويحترم خصوصية أتباع الديانات الأخرى، وستظل هذه الوثيقة وبنودها شاهد حق ودليل صدق على سماحة الإسلام، وردّا على من يرمي الإسلام بالإرهاب والقمع ونبذ الآخر، واعلموا عباد الله أن الهجرة النبوية وما سبقها من أحداث وما تبعها من وقائع تضعنا من جديد أمام مسؤولياتنا في خدمة الدين ونشر الهداية فالدين حاجتنا، ونشره كما أراد الله مسؤوليتنا، فالهمة الهمة في تقديم رسالة الإسلام للناس من حولنا كما أرسلها الله، ناصعة نقية، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال، كما أن حظنا من الهجرة كبير عندما نستذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول. 




" والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه " فدعونا نعزم أمرنا على هجر المعاصي والآثام عسى الله تعالى أن يكرمنا بشربة من حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لا نظمأ بعدها أبدا، وإن الهجرة النبوية المشرفة دستور يستضاء به في كل زمان ومكان، لم تكن حدثا كأي حدث وإنما كانت حدثا غيّر مجرى البشرية، وأرسى معالم إيمانية وتربوية وأخلاقية لسائر البشرية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإن من الأخلاق التي نحن بحاجة إليها الصبر في طريق الدعوة إلى الله تعالى، فقد أُوذي النبي صلى الله عليه وسلم أشد الإيذاء من مشركي مكة، ومن أقرب الناس إليه، فما وهن، وما استكان بل صبر على ذلك الأذى والإبتلاء.

تعليقات