القائمة الرئيسية

الصفحات

 عيد القوات الجوية: تنشر بوابة الإخبارية نيوز لقاء مع الواء طيار حسن راشد وكواليس النصر وحرب الألف يوم والتدريبات في سوريا

في عيد القوات الجوية: تنشر بوابة الإخبارية نيوز لقاء مع الواء طيار حسن راشد وكواليس النصر وحرب الألف يوم والتدريبات في سوريا
Published from Blogger Prime Android App
إعداد: عصام العربي
من المعروف ان المقاتل المصري عبر التاريخ رمزًا للصمود والتحدي. 
ففي حرب أكتوبر 1973 تجلت بطولة الشخصية المصرية في أبهى صورها حيث واجه الجيش المصري تحديات هائلة لكنه بالإيمان والتخطيط المحكم استطاع تجاوز كل الصعوبات وفي حديث مع اللواء طيار حسن راشد، أحد أبطال نصر أكتوبر ورئيس أركان القوات الجوية الأسبق، نقترب من التفاصيل الصغيرة التي صنعت فرقًا كبيرًا، ونغوص في تجاربه التي تحمل ملامح التحدي والبطولة.

 حديث اللواء طيار حسن راشد جاء تزامناً مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بالعيد الحادى والخمسين لذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة ، واحتفال القوات الجوية  بعيدها الثانى والتسعين على نشأتها يوم ١٤ أكتوبر والذى سطر فيه رجال القوات الجوية واحدة من أهم الملاحم البطولية التى تجسدت صباح يوم 14 أكتوبر حينما حاول العدو الهجوم على القواعد الجوية والمطارات المتمركزة فى منطقة الدلتا ووجهَ قوته الضاربة صوبها فتفاجأ العدو بنسور القوات الجوية تلقنه درساً قاسياً لن يمحى من ذاكرته .
 وبدأ  اللواء  طيار حسن راشد الحديث عن فترة ما بين 1967 و1973، موضحًا كيف بدأت القوات المسلحة المصرية العمل على تعزيز الروح المعنوية للجنود بعد نكسة 1967 "كانت عملية رأس العش أولى العمليات التي كبدت العدو خسائر فادحة، ومع مرور الوقت كنا نكتسب المزيد من الثقة"، يقول اللواء راشد، ويشير إلى دور الدول الشقيقة، مثل الجزائر التي أرسلت طائرات مي-17 للمساعدة في تلك الفترة.

 بدأ اللواء راشد مسيرته العسكرية بالتخرج في نوفمبر 1968 خلال حرب الاستنزاف، وهي الحرب التي استمرت لألف يوم، من يونيو 1967 حتى أغسطس 1970، مرورًا بمبادرة روجرز. "كنا نخوض غارات على مواقع العدو شرق القناة، وكنت حينها ملازمًا. انتقلنا للعمل في سوريا وكانت الأوامر واضحة: ضرب العدو  في جنوب لبنان انطلاقاً من الأراضي السورية اكتسبنا من تلك العمليات خبرات كبيرة في ضرب الأهداف وتحليل المواقف".

 كانت تلك الفترة حاسمة في تطوير تكتيكات القوات الجوية المصرية، حيث تمت الاستفادة من دروس الخبراء والتحليل العلمي لكل عملية. "كنا نمزج بين التكتيكات الغربية والعقيدة الشرقية، مما جعلنا نطور أساليب فريدة"، يوضح اللواء راشد، وكانت المبادئ الخمسة التي تبناها الجيش والشعب، وهي الإيمان بالله، التخطيط المتقن الالتزام الانضباط والتضحية، وهي القيم التي جسدت روح المعركة.

 خلال حديثه، يروي اللواء راشد تفاصيل  التحديات الاقتصادية التي مر بها الشعب المصري خلال سنوات الحرب، وهو ما رصده كضابط شاب خلال حياته اليومية أثناء الإجازات من الجبهة، كان يعود إلى الحلمية الجديدة ويذهب إلى الجمعية التعاونية لشراء حاجياته ببطاقة التموين، ويقف طوابير طويلة للحصول علي حصته من المنتجات الغذائية المحدودة، يتذكر: "كنا نحيا حياة بسيطة، وكان الشعب المصري يتضامن معنا بكل تلقائية".

 يصف اللواء راشد استعدادات القوات الجوية المصرية في عام 1972 قائلاً: "كنا في مطار الصالحية نرتدي الأفرولات الخضراء بدلًا من الزرقاء التقليدية. وعندما وصلنا إلى منطقة الخطاطبة، تم تصميم نموذج لخط بارليف، حيث كان الجنود يتدربون على عبور هذا الحاجز الهائل".

 كانت خطة العبور التي وضعتها القوات المسلحة عبقرية. "كل شيء كان محسوبًا بدقة، توقيت الأمواج، الرياح، والساتر الترابي". في يوم العبور، تمت تنظيم الطائرات المصرية لتكون موجة واحدة، تضم مقاتلات وقاذفات، تعمل بتنسيق تام لتحقيق الأهداف. "من مطار الصالحية، انطلقت 24 طائرة، استشهد واحد فقط وهو النقيب عاصم عبد الحميد".

 يتذكر اللواء راشد رفيقه في السرب، الشهيد عاطف السادات، ويصفه بأنه "كان بطلًا وإنسانًا جميلًا من الشخصيات النادرة". لقد كان طيارًا على طائرة سوخوي وكان يتمتع بخلق رفيع.

 ويذكر من بين المواقف المؤثرة، كيف كان الفلاحون يحيطون بمطار الصالحية، حيث كانت الفلاحات يقمن بإحضار الطعام للجنود. "كان الشعب المصري يشعر أن أبناءه على الجبهة، وكان يشارك في  صنع النصر بكل تلقائية".

 ومن العمليات الجوية التي لا تُنسى، يروي اللواء راشد كيف أن في يوم 10 أكتوبر 1973، قامت الطائرات المصرية بضرب اللواء المدرع الإسرائيلي القادم من العريش. "كانت أول مرة نستخدم فيها خزانات  الوقود الإضافية عند نفاذ القنابل والصواريخ . وبعد لحظات من الوصول إلى الموقع، بدأت النيران تشتعل في معدات العدو، وشعرت حينها بتحقيق الحلم الذي انتظرته منذ النكسة".

 في نهاية حديثه أكد اللواء حسن راشد على أهمية أن يتعرف الجيل الحالي على هذه التفاصيل البطولية ليتحمل المصاعب التي يواجهها في ظل التحديات العالمية الحالية. "الشعب المصري في رباط إلى يوم الدين" مختتما برسائل مهمة للأجيال الجديدة عن قيمة التضحية، الإيمان، والانتماء كرمز من رموز النصر الذي غيّر مجرى التاريخ المصري.

تعليقات