الشاعر محمد منصور
صروف الدَّهر لا تأتي فُرادى
وعاش النَّاس في ظُلمْ تمادى
وأعداءِ وقد جاءوا بشرٍ
وهذا الشَّرُّ قد نشر الفسادَا
وروَّعنا وأفزعنا الأعادي
وطال ليلُ يكتحلُ السَّوادا
وها بلدي مقاومةٌ عدوٍّ
وما غُلِبت وقد صنعت عتادا
محاصرةٌ يصارعها لئامٌ
وسهم الموت قد طال العبادا
وقد حرقوا وقد نهبوا بغيظٍ
أماتوا الخيل ما أبقوا جوادا
بلا طولٍ ولا حولٍ نعاني
وفُضَّ السُّوق ما زالَ كسادا
وما خنعوا وما خضعوا لذلٍ
وعند الموت قد ماتوا شدادا
وأرَّقني وأتعبني رفاقٌ
وقد صمتوا ويلتزموا حيادا
وإمَّعةً ولا يعقل كلاماً
بلا هدفٍ وقد أضحى جمادا
ومنهم من عرائمهُ تهاوت
فقاطعنا وعاتبنا وعادى
ودسُّوا في جراحي كلَّ ملحٍ
فأمسى الجُرحُ يلتهبُ وزادا
وأقواماً لنا ف كلِّ أرضٍ
وقد أمسوا غُثاءً أو جرادا
وقد ملكوا قصوراً يبتغوها
وقد كبروا وما بلغوا رشادا
وغرقى في بيوت العزِّ يحيوا
ومنهم للأعادي قد تهادى
وقد لبسوا ثياباً ذات حُسنٍ
ومنهم نائمٌ دام الرقادا
وماحزنوا على جرحى وقتلى
وباعوا القدس وانتظروا المزادا
ومن يسقي بمرٍ سوف يُسقى
ومن يغرس فينتظر الحصادا
ومنهم ثائرٌويردُّ ظلماً
ومنهم للنفاق فقد أجادا
قليلُ من كثيرٍ ظلَّ يصحو
ومن جاءوا لنا جاءوا أُحادا
فمن معنا فيا ربِّي أعنهُ
ومن خنعوا فقمْ لهمُ حِدادا
فهل ماتوا وقد شبعوا بموتٍ
وإن ماتوا فما نادى المُنادى
أما كُنَا أسود الأرض يوماً
ويبقى العزُّ ما نبقي الجهادا
فبالقرآنِ نحيا يا رفاقي
ومن يلزم فقد هُدِيَ وقادا
تواعدنا بنصرٍ من إلهي
وعين الله تمنحنا مِدادا
فهيَّا أُمة المليارسودوا
صلاح الدِّين أنتصر وسادا
فحتماً قدسنا تحيا بنصرٍ
ومن ماتوا فقد نالوا المرادا
وكم من خائنٍ ساق خراباً
فثابرنا وقد باتوا رمادا
فهيَّا أقبلوا من كلِّ صوبٍ
ولو كنتم جواراً أو بعادا
أقيموا مجدنا في كلِّ وادٍ
ومن يطلبْ عُلاً يبني عِمادا
أعِدّوُ من عتادٍ في ثباتٍ
وكونوا للعِدى دوماً عِنادا
وكونوا للسَّلامِ رموزَ حبٍّ
فيا ربِّي أدمْ لنا الوِدادا
يدٌ تبني فنرتقي سويَّاً
وأخرى للعِدى تحمي الزنادا
تعليقات
إرسال تعليق