تقرير هاله المغاورى
استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في العاصمة الرياض، يوم الاثنين الموافق 2024/9/9 ، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في إطار زيارة رسمية يقوم بها الأخير إلى المملكة. تأتي هذه الزيارة في سياق العلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية وروسيا، والتي تتسم بالتعاون الوثيق على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى التنسيق في العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
بدأ اللقاء بترحيب ولي العهد السعودي بوزير الخارجية الروسي، مشيدًا بالعلاقات التاريخية بين البلدين. من جانبه، نقل لافروف تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد، مؤكداً على عمق الصداقة بين البلدين. وقد حمل الأمير محمد بن سلمان، لافروف تحياته وتحيات خادم الحرمين الشريفين للرئيس بوتين، مؤكدًا الرغبة في استمرار تعزيز هذه العلاقة على كافة الأصعدة.
ركز اللقاء على استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات الحيوية مثل الاقتصاد، التجارة، الطاقة، الدفاع، والتكنولوجيا. يعتبر هذا التعاون محورياً في ظل العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، خاصة في قطاع النفط والطاقة. فالمملكة وروسيا تعدان من أكبر المنتجين والمصدرين للنفط في العالم، ولهما دور فعال في استقرار الأسواق العالمية من خلال إطار منظمة "أوبك".
إلى جانب ذلك، تمت مناقشة التعاون في مجالات الاستثمار والبنية التحتية، حيث أبدى الجانبان اهتمامًا بتعزيز الاستثمارات المتبادلة. تأتي هذه الخطوات في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتوسيع الاقتصاد السعودي وتنويعه بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
تضمن اللقاء أيضاً تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث ناقش الطرفان تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الأزمات في سوريا واليمن وليبيا. كما تطرقا إلى الجهود الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مع التأكيد على أهمية الحلول السياسية التي من شأنها تحقيق السلام الدائم.
كما تم مناقشة الوضع في أوكرانيا، وهي قضية ذات أهمية عالمية، حيث تظل الأزمة الروسية الأوكرانية نقطة توتر دولي. أكد الجانبان على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل النزاع، مع التركيز على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
في ختام هذا اللقاء، يتضح أن العلاقات السعودية الروسية تشهد تقدمًا مستمرًا على كافة الأصعدة، خاصة في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي. وتبرز أهمية هذا اللقاء في كونه يساهم في تعزيز الحوار بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية الشائكة، ويؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في صياغة السياسات الدولية والإقليمية.
من خلال هذا التعاون، تسعى المملكة إلى تحقيق أهدافها ضمن رؤية 2030، والعمل مع الشركاء الدوليين، مثل روسيا، لتعزيز استقرار الأسواق العالمية ودفع عجلة التنمية المستدامة. كما تؤكد هذه اللقاءات على التزام المملكة بالعمل على إيجاد حلول سلمية للأزمات الدولية، بما يعزز الأمن والاستقرار العالمي.
تعليقات
إرسال تعليق