القائمة الرئيسية

الصفحات

بقلمي الكاتبة زينب مدكور عبد العزيز 

المرأة تتمتع بجمال عميق يتجاوز المظهر الخارجي، جمال ينبع من داخلها، من روحها وشخصيتها وأفكارها . هذا الجمال الداخلي هو ما يجعل المرأة فريدة وقوية ومؤثرة، وهو الذي يدوم ويتجاوز الزمن ، الجمال الحقيقي للمرأة يكمن في قدرتها على التعاطف والتفهم . إنها تمتلك القدرة على تقديم الحب والدعم للآخرين دون تردد، وهذا نابع من قلبها الكبير وروحها المعطاءة . عندما تواجه المرأة التحديات، يظهر جمالها الحقيقي في صمودها وقوتها ، تستطيع المرأة أن تكون مصدراً للإلهام لمن حولها بفضل قدرتها على التعامل مع الصعوبات وتجاوزها بابتسامة وثقة . 
روح المرأة تتجلى في قدرتها على تحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياتها، سواء كانت أماً، زوجة، عاملة، أو قائدة. هذا التوازن يعكس حكمتها ومرونتها، وهو جزء من جمالها الداخلي . 
كما أن شغفها بالحياة وسعيها لتحقيق أحلامها وطموحاتها يعكسان جزءاً آخر من هذا الجمال .
الأمر الذي يجعل المرأة جميلة حقاً هو نقاء قلبها وصدق مشاعرها . فهي قادرة على التفاعل مع الآخرين بإخلاص وتقدير، مما يجعلها شخصاً مميزاً في حياة من حولها. الصداقة، الحب، والاهتمام بالآخرين هي جوانب من روحها التي تجعلها جميلة من الداخل.

فيجب أن نتذكر أن الجمال الحقيقي لا يمكن قياسه بالمظهر الخارجي فقط حيث الروح الطيبة، القلب النقي، والعقل الناضج هي ما يحدد جمال المرأة الحقيقي . هذا الجمال لا يتلاشى مع مرور الزمن ، بل يزداد عمقاً وتأثيراً ، لأنه ينبع من جوهر الإنسان وليس من مظهره . 

وهناك من يعتقد أن جمال المرأة يقتصر فقط على لبسها وشياكتها ومظهرها الخارجي ، وهذا يغفل عن حقيقة أعمق وأكثر أهمية. هذا النوع من التفكير سطحي ويختزل المرأة إلى مجرد مظهر، متجاهلاً كل ما يجعلها إنسانة فريدة وذات قيمة ، فالتركيز على مظهر المرأة فقط يؤدي إلى تجاهل الجوانب الأساسية التي تميزها، مثل شخصيتها، ذكائها، وقيمتها . فالملابس والزينة يمكن أن تضيف لمسة من الأناقة والجاذبية، لكنها لا تعبر عن الجوهر الحقيقي للمرأة . لكنها مجرد قشرة خارجية لا تلتقط سوى جزء صغير من هويتها الحقيقية. فمن ينظر إلى المرأة من هذا المنظور المحدود يخسر فرصة التعرف على جمالها الداخلي، الذي يتجلى في صفاتها الإنسانية مثل اللطف، الشجاعة، والتفاني. المرأة ليست مجرد جسم يُعجب به، بل هي كيان يملك القدرة على الحب والعطاء والإبداع ، علاوة على ذلك، الاعتماد على المظهر الخارجي كمقياس للجمال قد يكون مضللاً، لأنه يتغير مع مرور الوقت ، فقد تتغير الموضة، وقد يتغير الجسد بفعل الزمن، لكن الصفات الجوهرية للمرأة، مثل روحها النقية وذكائها العاطفي، هي التي تبقى وتزداد عمقاً وتأثيراً مع الزمن . 
وبالتالي ينبغي على كل من يقيم المرأة بناءً على مظهرها فقط أن يعيد النظر في معاييره. فالجمال الحقيقي هو الذي يجمع بين المظهر والشخصية، وهو الذي يظهر في التعاملات اليومية وفي اللحظات الصعبة , الجمال الداخلي هو ما يبني العلاقات الحقيقية ويخلق التواصل العميق بين الناس .
فجمال المرأة الحقيقي هو مزيج من مظهرها وروحها وشخصيتها، ولا يمكن لأي جزء وحده أن يكون كافياً للتعبير عن قيمتها الحقيقية .

وهناك من النساء التي تتحلى بالذوق والحنان فتعكس أسمى معاني الإنسانية والرقي. فالذوق ليس مجرد اختيار للأشياء الجميلة، بل هو تعبير عن احترامها للآخرين وفهمها العميق لاحتياجاتهم ومشاعرهم . حيث ان المرأة ذات الذوق الرفيع تعرف كيف تتعامل مع الآخرين برقي واحترام، تُظهر تقديرها للجمال في كل ما حولها، سواء في كلماتها أو أفعالها أو حتى في أبسط تفاصيل حياتها اليومية . والحنان هو من أروع صفات المرأة. حيث إنه ينبع من قلبها ويظهر في تعاملها مع كل من حولها، مع أطفالها، وأفراد عائلتها، وحتى مع الغرباء. الحنان يعكس قدرتها على العطاء بلا حدود، على التفهم والاحتواء، وعلى تقديم الدعم في أصعب اللحظات. المرأة الحنونة تخلق حولها جواً من الراحة والأمان، وتجعل من حولها يشعرون بأنهم محبوبون ومقدرون . وبالمقابل فإن الأنانية والغرور هما صفات تتناقض تماماً مع جوهر المرأة الحقيقي . الأنانية تجعل المرأة تركز على ذاتها فقط، متجاهلة احتياجات الآخرين ومشاعرهم . هذا التصرف يؤدي إلى عزلة المرأة، لأن الأنانية تفسد العلاقات وتبني حواجز بين الناس . أما الغرور، فهو يعمي المرأة عن حقيقة ذاتها ويجعلها تعيش في عالم من الوهم، معتقدة أنها أفضل من الآخرين دون أي اعتبار للتواضع أو الاحترام المتبادل . 
المرأة الحقيقية هي التي تتجاوز هذه الصفات السلبية ، إنها تعرف أن الجمال الحقيقي يكمن في القدرة على العطاء، في أن تكون مصدراً للإلهام والتشجيع، وفي بناء علاقات قوية قائمة على الاحترام والحب المتبادل . المرأة التي تتمتع بالذوق والحنان تدرك أن الحياة ليست مسابقة لإثبات الذات، بل هي رحلة مشتركة يجب أن تسير فيها جنباً إلى جنب مع الآخرين .
وفي نهاية المطاف، المرأة التي تتبنى الذوق والحنان في حياتها تكون مصدر سعادة وراحة لكل من حولها . إنها تشع بالجمال الداخلي الذي يترك أثراً لا يُمحى في قلوب من يتعاملون معها. مثل هذه المرأة هي القوة الحقيقية في المجتمع، لأنها تجمع بين الرقة والقوة، بين التفهم والحزم، وبين العطاء والحب.

تعليقات