في أغسطس من عام 1969، وقعت جريمة تاريخية ما زالت تروي مدى الحقد والكراهية التي تحملها دولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه. إنه حريق المسجد الأقصى الشريف، الحادثة التي كشفت عن الوجه القبيح لدولة الاحتلال، التي لم تكتفِ باغتصاب الأرض، بل أرادت أن تبيد كل ما يمثل هوية وتاريخ الشعب الفلسطيني.
في تلك السنة، تعمدت أيدي الغدر إشعال النار في المسجد الأقصى، أقدس الأماكن الإسلامية في القدس الشريف، في محاولة بائسة لمحو أحد أهم رموز الحضارة الإسلامية. كانت هذه الجريمة دليلاً واضحًا على الهوس بالتخريب والحرق الذي يسيطر على الفكر الصهيوني. لقد كانت محاولة لإحراق قلب الأمة الإسلامية في القدس، لكن النيران لم تنل من عزيمة وإيمان الشعب الفلسطيني.
هذه الجريمة التي مضى عليها 55 عامًا هي جزء من تاريخ طويل مليء بالكوارث والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، وما زالت ممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني مستمرة حتى يومنا هذا. ومع ذلك، لم ينجحوا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني. فكما نجا المسجد الأقصى من الحريق، كذلك سينجو الشعب الفلسطيني من محاولات الإبادة والتدمير.
إن ما حدث في ذلك اليوم الأسود من أغسطس 1969 يعكس حقيقة ثابتة: مهما حاولوا تدمير الرموز وتزوير التاريخ، سيبقى الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه في الحياة والأرض. المقاومة ليست مجرد رد فعل على الاعتداءات، بل هي روح تتجدد في كل جيل فلسطيني، حاملةً الأمل والإصرار على البقاء.
ستظل ذكرى حريق المسجد الأقصى شاهدًا على الحقد المتجذر في نفوس المحتلين، ولكنها أيضًا ستظل رمزًا لصمود الشعب الفلسطيني وقوته في وجه الاحتلال. وكما نجا الأقصى من الحريق، سيبقى الشعب الفلسطيني حيًا، متجذرًا في أرضه، محصنًا بإيمانه وقضيته العادلة، حتى يتحقق النصر وتعود القدس حرة أبية.
تعليقات
إرسال تعليق