القائمة الرئيسية

الصفحات

 حكاية امرأة تنشد الحرية من قيد علاقة سامة 


في غرفة شبه مظلمة، تقف أمام مرآة تعكس وجهًا منهكًا بروح تعبت من خوض معارك الحياة. تنظر إلى انعكاسها، تبحث عن بقايا ذاتها التي ضاعت بين طيات الألم والخيانة. كانت كل يوم تستيقظ وتجمع شتات قلبها المحطم، تحملته بصلابة الأم التي لا تريد أن ترى أطفالها يتألمون، لكنها كانت تدرك أن جراحها كانت عميقة، أعمق مما يستطيع الزمن أن يشفيه.


أمامها كانت تقف مجموعة من الأوراق، أوراق حملت أحكام المحاكم وأتعاب المحامين، تذكارات من حرب طويلة في ساحات العدالة. كانت تلك الأوراق تمثل الحرية التي كانت تحلم بها، الحرية من قيد كان يشدها إلى علاقة سامة، علاقة امتصت من روحها النقاء والسعادة، وتركتها تنهار يومًا بعد يوم.


تلك الليالي التي قضتها في انتظار الفرج، كانت تتردد على العيادات النفسية، تبحث عن علاج لجروح الروح التي لا يراها أحد. كانت تجلس في غرف الانتظار، تحاول أن تخفي دموعها خلف ابتسامة مرهقة، تتذكر كيف كانت تحاول أن تجد في أعماقها القوة لمواصلة الحياة، لأجلها ولأجل أبنائها.


كانت تتنقل بين محطات الألم، بين مستشفى ومحكمة، تحاول أن تفك قيودها، أن تجد طريقًا جديدًا للحياة بعيدًا عن الظلام الذي كانت تغرق فيه. كل جلسة علاج كانت تشعر وكأنها تحفر في صخور روحها، تحاول أن تزيل طبقات من الألم المتراكم. كانت تعرف أن الشفاء لن يأتي سريعًا، لكن الأمل كان نورًا خافتًا في نهاية النفق.


في كل ليلة، كانت تعود إلى بيتها، تقف أمام مرآتها، تنظر إلى تلك العيون التي فقدت بريقها. تتذكر تلك الأيام الجميلة التي كانت تعيشها قبل أن يتحول الحب إلى سجن. تتساءل كيف استطاعت أن تحمل كل هذا الألم، وكيف كانت لا تزال تجد القوة لتستيقظ كل يوم وتواجه العالم بابتسامة كاذبة.


كانت تحلم باليوم الذي تستطيع فيه أن ترى نفسها من جديد، أن تجد السلام الذي فقدته في تلك العلاقة السامة. كانت تعرف أن الطريق طويل، لكن كانت تؤمن أن الأمل سيظل يضيء طريقها، وأنه في يوم ما، ستستطيع أن تفتح صفحة جديدة في حياتها، صفحة خالية من الألم والدموع، مليئة بالأمل والحب الحقيقي.


بقلم : إدريس أبورزق / المغرب

تعليقات