القائمة الرئيسية

الصفحات

أيتها المرأة أنت حلم يرفعنا لا شهوة تسقطنا


أنتِ حضور خفي، تسيرين في الحياة بظلّك الحنون، تضيئين الدروب المظلمة بنور قلبك الرقيق، لكن قلبي يخاف عليكِ. أخاف من أولئك الذين لا يرون فيكِ سوى الجسد، يلاحقونكِ بعيونهم المفترسة، يتكالبون على ما يرونه لحمًا، بينما روحكِ النقية تصرخ في صمت.

أنتِ، التي تسامحين الخطأ، وتغفرين الجرح، لا يعلم هؤلاء أنّكِ بحر عميق من الأحاسيس، لا يمكن لسفينة شهواتهم الضيقة أن تُبحر فيكِ. فاحذري، يا من جعلتِ من الحب وطنًا، هناك من في داخلهم حيوان محبوس، لا يعرف سوى لغة الجوع، يلتهمون كل ما يمر بهم دون تفكير.
آهٍ، لو يقوّم هؤلاء أنفسهم، لو عرفوا أن المحبة هي ما تجعلنا بشرًا، أن التفهم هو ما يرفعنا فوق غرائزنا البدائية. لو فقط أُتيح لهم أن يروا النور الذي يخرج من قلبكِ، أن يشعروا بالدفء الذي ينبعث من لمساتكِ، ربما كانوا سيفهمون أنّكِ لستِ مجرد جسد يتوقون إليه، بل روح تتعطش للفهم والتقدير.

أيّتها المرأة، احملي سلاحكِ من القوة والعزيمة، ولا تدعي أحدًا يطفئ بريق عينيكِ، فالحياة مليئة بالذئاب المتعطشة، لكنكِ أيضًا ممتلئة بالملائكة الحارسة التي تنتظركِ في نهاية كل نفق مظلم. امضي بخطواتكِ الواثقة، واعلمي أنّكِ أكثر من مجرد أمنية في قلب رجل، أنتِ الحلم واليقين، أنتِ الحب الذي يجعلنا نرتقي، لا الشهوة التي تسقطنا في قاع الحيوانية.

بكى القلب حين رأى معاناتكِ، وانهمرت الدموع شلالاً حين لمس ألمكِ، لكنكِ تبقين، رغم كل شيء، النور الذي يُبقي لنا الأمل في غدٍ أجمل.

بقلم : إدريس أبورزق / المغرب

تعليقات