القائمة الرئيسية

الصفحات

حكاية امرأة في قبضة الغيرة


في ظلال الليل الهادئ، وقفت ليلى على حافة النافذة، تتأمل في السكون الذي يلف المدينة كغيمة ثقيلة من الحزن. كانت تلتف حولها ذكريات حب لم يكتمل، حب ارتوى بدموعها وسقي بألم الخيانة. 

تذكرت تلك الأيام التي كانت تغمرها السعادة بمجرد نظرة من عينيه. كان حضور يوسف في حياتها كضوء القمر في الليالي المظلمة، يملأ قلبها بالدفء والأمل. ولكن، كما يظهر القمر ويختفي، جاء يوسف واختفى، تاركًا خلفه فراغًا لم يملأه أحد.

في ليلة سوداء كالقدر، اكتشفت ليلى خيانته. كان قلبها يتصدع بكل حرف من الرسائل التي قرأتها، رسائل كتبها بيده التي كانت تمسك يدها في لحظات الحب. شعرت بطعنات الغيرة تخترق قلبها كخناجر مسمومة، وأدركت أن ذلك الحب الذي كان يملأ روحها قد تحول إلى كابوس لا ينتهي.
كانت ليلى تسير في أزقة الذاكرة، تتعثر في صراعاتها الداخلية. كانت ترى وجوهًا مبتسمة وأخرى عابسة، وتسمع أصواتًا من الماضي تهمس لها بالذنب. كيف لم ترَ؟ كيف لم تشعر؟ تلك الأسئلة كانت تطاردها بلا هوادة، كالليل الذي لا ينتهي.

ومع كل لحظة ألم، كانت تعيد قراءة الرسائل، تبحث عن سبب، عن خطأ، عن شيء يمكنها أن تحمله مسؤولية هذا الانهيار. ولكن، كان الخوف يغزوها، والخيانة تلتف حول قلبها كالأفعى، تخنق الأمل وتقتل البسمة. 

وفي غمرة هذا الألم، كانت تتساءل ليلى: هل يمكن للجرح أن يلتئم؟ هل يمكن لقلب مكسور أن يحب مرة أخرى؟ كانت الإجابة تتلاشى في الهواء، كما تتلاشى دموعها على خديها.

هذه المشاهد المؤلمة، كانت تغرق ليلى في بحر من الحزن والندم. وفي كل ليلة، كانت تكتب رسالة لم تُرسل، تعبر فيها عن ألمها، عن حبها الذي تحول إلى رماد، عن أحلامها التي تلاشت في مهب الريح.

وتبقى ليلى، أسيرة لحب مأساوي، يعكس صراعاتها الداخلية، تلك الصراعات التي دمرت كل شيء جميل في حياتها. ويبقى يوسف، ذكرى مؤلمة في صفحة منسية، صفحة لم تعد تطوى، بل تتجدد في كل ليلة من ليالي الحزن الطويلة.

بقلم : إدريس أبورزق / المغرب

تعليقات